سأل الإمام أبو الحسن الأشعري شيخ السنة الإمام أبا علي الجبائي رئيس المعتزلة عن ثلاث أخوة، أحدهم كان مؤمناً براً تقياً، والثاني كان كافراً فاسقاً شقياً، والثالث كان صغيراً، فماتوا فكيف حالهم؟
فقال الجبائي: أما الزاهد ففي الدرجات، وأما الكافر ففي الدركات، وأما الصغير فمن أهل السلامة.
فقال الأشعري: إن أراد الصغير أن يذهب إلى درجات الزاهد هل يؤذن له؟
فقال الجبائي: لا، لأنه يقال له: إن أخاك إنما قد وصل إلى هذه الدرجات بسبب طاعاته الكثيرة وليس لك تلك الطاعات.
قال الأشعري: فإن قال ذلك الصغير: التقصير ليس مني فإنك ما أبقيتني ولا أقدرتني على الطاعة.
فقال الجبائي: يقول الباري (جل وعلا) كنت أعلم أنك لو بقيت لعصيت، وصرت مستحقاً للعذاب الأليم فراعيت مصلحتك.
فقال الأشعري: فلو قال الأخر الكافر: يا إله العالمين، كما علمت حاله فقد علمت حالي فلم راعيت مصلحته دوني؟
فقال الجبائي للأشعري: إنك مجنون.
فقال: لا، بل وقف حمار الشيخ في العقبة! وانقطع الجبائي.
٩٠٣ - أمريكة. . .
مسالك الأبصار في ممالك الأمصار لأبن فضل الله العمري:
قال شيخنا فريد الدهر أبو الثناء محمود أبي القاسم الأصفهاني أمتع الله به: لا أمنع أن يكون ما انكشف عنه الماء من الأرض من جهتنا منكشفاً من الجهة الأخرى. وإذا لم أمنع أن يكون منكشفاً من تلك الجهة لا أمنع أن يكون به من الحيوان والنبات والمعادن مثل ما