للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>

[فصول ملخصة في الفلسفة الألمانية]

٢١ - تطور الحركة الفلسفية في ألمانيا

الناحية السلبية من مذهب نيتشه

الإنسان

للأستاذ خليل هنداوي

يقول نيتشه مبيناً نظرته في مجموعة القيم الاجتماعية: أنا لا أدري إذا كانت الحياة بذاتها جميلة أو قبيحة. لا شيء عندي باطل إلا هذا النزاع المستمر بين المتفائلين والمتشائمين. وأي إنسان في الوجود يحق له أن يقدر قيمة الحياة؟ أما الأحياء فلا يقدرون لأنهم فريق من المتجادلين المتخاصمين. والأموات - وإنهم لأجدر بألا يجيبوا - لأنهم أموات. فلا أحد بقادر على إبداء قيمة الحياة، وإنني لأجهل كل الجهل إذا كان وجودي خيراً أو عدمي؟ ولكني في اللحظة التي أحيا فيها الآن أريد بأن تكون الحياة فياضة مضيئة لامعة في نفسي وخارج نفسي. فأقول إذ ذاك - نعم - لكل ما يجمل الحياة ويجعلها جديرة بأن تحيى. وإذا تبين لي أن الضلال والوهم يساعدانني على تذوق الحياة أقول - نعم - للضلال والأوهام. وإذا بدا لي أن الصفات السيئة مهما كانت ألوانها تساعدني على انتصار حيوية الإنسان أقول - نعم - للخطيئة والشر، وإذا اتضح لي أن الألم هو أنجع من السرور في تهذيب النوع الإنساني أقول - نعم - للألم وأقول - لا - لكل ما يمسخ حيوية الشجرة الإنسانية، وإذا اكتشفت أن الحقيقة والفضيلة والخير وكل ما اصطلح البشر على احترامه من تقاليد وشرائع تضر بالحياة أقول - لا - للعلم والمعرفة والخير

- ٢ -

يبحث الآن نيتشه كيف نشأت بين الناس هذه القيم الاجتماعية ويصور التأثير الذي تركته في روح الرجل الغربي الحديث، نقب نيتشه في أصول المذاهب الخلقية التي تواضع عليها البشر فألفى أن أصولها المتشابهة تعود إلى فضيلتين اثنتين توزعت عنهما كل الفضائل: فضيلة الأسياد والسلالات القوية الحاكمة، وفضيلة العبيد والضعفاء الأذلاء

<<  <  ج:
ص:  >  >>