إن مسألة لغة الحوار في التأليف المسرحي قد تبدو ذات أهمية أكثر منها في عالم القصة. ويستدل من الاتجاه السائد أن اللغة العربية الفصحى احتفظت حتى الآن بقواعدها، لكن هناك محاولات جديرة بالاهتمام، مشبعة بروح متناقضة. ولنذكر منها محاولات جلال وتيمور. وكثيراً ما ظهرت مؤلفات نظرية تشير إلى ضرورة انتهاج تقاليد أدبية ثابتة. بل إنه قام جدال قلمي حاد في سوريا، عند ظهور مؤلفات مارون غصن، (المولود في سنة ١٨٨١)، فالموضوع يثير اهتمام الباحث المدقق، لكن حله ليس من السهولة بمكان
ومما تجدر ملاحظته أن القصصي محمود تيمور، الذي كان يكثر من استعمال العامية في الطبعات الأولى من مؤلفاته، عاد يكتب بعدئذ بلغة هي أقرب إلى الفصحى، وذلك على الرغم من أنه - نظرياً - ينبأ بمستقبل العامية المصرية ويدافع عنها
وفي مؤلفات توفيق الحكيم المسرحية، نراه يجمع بمهارة بين اللهجة العامية في الحوار وبين اللغة الفصحى عندما يدون ملاحظاته أو وصفه. وقد دلت التجارب العملية على أن هذا الحل هو خير الحلول الوسطى في الوقت الحاضر
ء - أنواع أخرى
إن تاريخ تقدم الأدب العربي الجديد محاط ببعض الظروف الخاصة التي تضطرنا إلى الولوج في بعض أنواع قد تترك جانباً إذا أثير البحث حول ما اتفق على تسميته (الأدب). مثال ذلك الصحافة، فقد لعبت بأسرها دوراً من المرتبة الأولى في الأهمية، إذ كانت مدرسة لا للقراء فحسب، بل وللكتاب أنفسهم، فكان ما ينشره الكتاب من المقالات في الصحف يساعدهم على تحسين أسلوبهم شيئاً فشيئاً، وذلك يؤثر في كتابتهم عندما يتناولون الأنواع الأخرى