وهذا أيضاً رزء فادح نزل بفرنسا، إذ لم يكد جاك بانفيل يتبوأ مقعده بين الخالدين في كرسي الرئيس بوانكاريه في مارس الماضي حتى اختطفته يد المنون من مجلسه الرفيع؛ وهكذا فقدت فرنسا والمجمع في ثلاثة أعوام متعاقبة ثلاث كفايات متقاربة. فذهب بوانكاريه (الذي لا يرتشى ' ثم ذهب (لويس بارتو) صاحب (ميرابو) وصاحب (دانتون) وأخيراً مات بانفيل
كان الثلاثة دعاة كبار لمجد فرنسا؛ ولكم شنوا الغارة على موجة الاشتراكية التي انداحت على أرض فرنسا فردتها خطوات واسعة إلى الوراء
كان بوانكاريه في الحرب وفي السلم، وفي قصر الأليزيه أو في (الكي دورسيه) أو في (المحكمة) فرنسيا وفرنسيا فقط؛ وهكذا كان الشهيد (بارتو) حتى في (مصرعه) أما بانفيل فقد كان قلمه قوة فوق القوى. . . ولما استقبله (دوناي) عميد الأكاديمية في ٧ نوفمبر الماضي قال له: (إن المجمع يخلي بينك وبين مقعد الرئيس بوانكاريه، فلقد استطعت أن تقول للملأ الأعلى وللعالم أجمع ما كان يمنعه مركزه السياسي من أن يقول)
مات رجل كان فرنسياً من قمة رأسه إلى أخمص القدم. . مات رجل كم حمل على إنجيل (سنت هيلين) ذلك الإنجيل الذي دعا فيه بونابرت إلى خلق الدول التي زلزلت من بعد إقدام فرنسا في الوجود. . مات أكبر أعداء ألمانيا
في كتابه عن (نابليون) وفي كتابه (تاريخ ثلاثة أجيال)، وفي كتابه (تاريخ فرنسا)، وفي