أوضاع لصور حسية، أو لوحدات متحجرة لا حياة فيها، ولا تستطيع بالأولى أن تبعث الحياة في غيرها. وأعمال بينيه، ومدرسة فورتسورج الألمانية وجيمس وبرجسون في الخمسين سنة الأخيرة قائمة على شرح هذا الرأي ونصرته
والآن وقد انضح الضمير في مظهره النفسي. يجدر بنا أن نفرق بينه وبين الضمير الخلقي، أو أن نحدد بعبارة أدق مهمته من الناحية الأخلاقية. في حين أن الضمير النفسي يقفنا على ما يجري في داخلنا، ويشاطر في الظواهر العقلية على اختلافها. يعني الضمير الخلقي بإصدار الأوامر الصالحة والحكم على الأعمال الإنسانية. فإذا ما تعلق بالمستقبل بدا أثره كصوت خفي يأمر وينهى، وإذا حكم على الماضي صحبت حكمه عواطف كثيرة من سرور أو ألم. (فصوت الضمير) هو ذلك النداء الخفي والوحي الشخصي الذي يدفعنا نحو غاية أو يصرفنا عنها. وهذا التعبير يظهر من أصل ديني صوفي؛ وقد جاء التحليل النفسي الحديث مزيداً له فإن المرء حين يقضي في أمر بقضاء ما يبدو كأنه تحت تأثير اتجاهات مختلفة، إن ساد أحدها ارتفع صوته وصدر أمره. وإذا كان صوت الضمير مبعث الأمر والنهي فوخزه مصدر الندم والألم. وكم اتجه أشخاص نحو جلائل الأعمال امتثالاً لأصوات ضمائرهم! وكم انصرف آخرون عن الشر لأنهم عانوا وخز الضمير وما جلبه عليهم من شقاء وبلاء