يا شباب الوادي! خذوا معاني العظمة في نسقها الأعلى من سيرة هذا العصامي العظيم
وما حيلة الطب في توازٍ توبق الروح، وهواجس تعمي القلب؛ وإن بدت آثار هذه وتلك في نواحي البدن عجز الطبيب، ولا عجب أن يعجز، وجاء الصديق ليفعل ما لم يستطيع الطبيب أن يفعل، وهو خبير بالعلة عليم بموضعها من نفس صاحبه
باع سبيد حانوته وعول على الرحيل إلى كنتوكي فعرض على صاحبه لنكولن أن يذهب معه إلى هناك عله يشفى مما به في تلك الاحراج التي درج منها أول ما درج. دعاه سبيد ان ينزع نفسه وجسمه من ذلك البلد الذي يكربه العيش فيه بعد أن كان منتجع آماله ومهوى خواطره، ورحل ابراهام مع صديقه وقد اخترم الهم جسده فزاده نحولاً على نحول، وزين له الشيطان أن يطلب النجاة من الحياة. . .!
ولبث في كنتوكي أياماً، لقي فيها من كرم صاحبه وكرم أمه وأخته ما هون عليه أمره شيئاً قليلاً، وصاحبه لا يفتأ يسري عنه وينصح له، وهو يشكو إليه اضطراب أعصابه ويظهره على هواجس نفسه، ويذكر له والألم يبرح به فعلته التي فعل وكان فيها غير كريم، بل وكان من الضالين. . . بيد أنه لم يلبث وقد كان يلتمس العون من صديقه أن رأى ذلك الصديق في حاجة إلى من يعينه، فقد طاف به على حين غفلة طائف من الحب ملك عليه قلبه وعقله!
وأنقلب الأمر فغدا لنكولن هو الناصح، فراح يجهد أن يهدي صاحبه حينما وسوست إليه نفسه معاني كتلك التي كانت تجول في خاطره هو: معاني الحيرة والتردد والشك. فلقد اصبح سبيد يحار في أمر حبه كما اصبح ينتابه الخور كلما اتجه فكره إلى الزواج شأنه في ذلك شأن ناصحه. وكان فيما يسديه ابراهام من نصح لصاحبه مسلاة له أو شاغل يشغله