والاعتراض وارد على كلمة (النعيم) وقد فسرتها بالخمر، وهو يقول إنها مصحفة عن النسيم، ويأسف على أن يرى التصحيف مثبتاً في كتابين آخرين، هما حلبة الكميت ومطالع البدور
وأقول إن ورود الكلمة بصورة واحدة في ثلاثة مصادر يبعد التصحيف، وأقول أيضاً إن ترنح الغصن بالنسيم ليس فيه صبوح ولا غبوق، لأن النسيم يراوح الغصن في كل حين
أما استبعاده أن يكون (النعيم) من أسماء الخمر فهو مستبعد عندي، لأن الحمر سميت (الراح) وهو في معنى النعيم، وبيت المحيوي نص صريح في تأييد ما أقول
وأنتهز هذه الفرصة السانحة فأذكر أن للأستاذ محمود عزت عرفة أبحاثاً تشرح الصدر، وما قرأت له كلاماً إلا رأيته يعني ما يقول بفهم وبيان
زكي مبارك
الاختزال كفن قديم
أشار الأستاذ الكبير عباس العقاد في مقاله عن (كتب السياحة) إلى بعض ما نفيده من مطالعة المؤلفات القديمة في مثل هذا الموضوع؛ فذكر أننا قد نحيط بعادات الأمم الخالية (فنصحح بعض الغرور الذي يركب أبناء العصر الحاضر فيخيل إليهم انهم السابقون إلى كل طرافة، وأن المتقدمين في باب الطرائف هم اللاحقون). وقد أذكرتني عبارته هذه، ثم إشارته إلى قدم استعمال العملة الورقية في الصين، بما وقعت عليه مما يتصل بفن الاختزال - وتاريخ ابتداعه في الصين قديماً رغم ما يعتقده أكثر المعاصرين من أنه فن غربي حديث. . .
فقد ذكر ابن النديم في كتابه (الفهرست) أن للصين كتابة يقال لها (المجموع) كانوا يأتون بها على المعاني الكثيرة في القليل من الحروف؛ (فإذا أرادوا أن يكتبوا ما يكتب في مائة