للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

[الكتب]

رسالة في الإسلام

بين هيجل ومحمد عبده

تأليف الأستاذ محمد محمد البهي

عضو بعثة تخليد ذكرى الأمام

من أولى نتائج الدرس الذي عكف عليه أعضاء بعثة تخليد ذكرى الأستاذ الإمام محمد عبده، كتيب قيم وضعه باللغة الألمانية الأستاذ محمد محمد البهي، الذي لازال يتابع دراسته في جامعة هامبورج بألمانيا

ويقول المؤلف في مقدمة كتيبه هذا إن الدافع له على إصداره هو ما رآه في ألمانيا من أن الناس فيها لا يفقهون الإسلام على حقيقته، وقد كوّن رأيه هذا بعد استماعه لأستاذه (نوك) في محاضراته عن (فلسفة التاريخ) لهيجل، وبعد اشتراكه في مساجلة الأستاذ شتروتمان لتلاميذه في عدد من المؤلفات عن الإسلام. وبذلك أتيحت له الفرصة ليوزان بين آراء (هيجل) في الإسلام، كما جاءت في كتابه (فلسفة التاريخ)، وأراء فيلسوف الإسلام الإمام محمد عبدة، كما جاءت في كتابه (الإسلام والنصرانية، والعلم والمدنية). وأراد الأستاذ البهي أن يتقدم برسالة في هذا الموضوع لينال بها الدكتوراه في الفلسفة، ولكن غيرته على العلم والدين لم تمهله حتى يستوفى البحث، فأصدر هذا الكتيب لينفس عن روحه وليطلق فكرته من عقالها، وكان حقاً موفقاً في سرد أهم آراء الفيلسوف الألماني هيجل الخاصة بالإسلام، وبرغم الإجمال الذي ألتزمه المؤلف فإنه ألم بتلك الآراء إلماماً حسناً. فذكر كيف أن الإسلام في نظر الفيلسوف هيجل، هو صورة صادقة للعقلية الشرقية، فهو يجمع بين المتناقضين: المسائل التجريدية والمسائل الواقعية. وأن فكرة الإله عند اليهود هي غيرها عند المسلمين - على حد ما يعتقده هيجل، فيهوا هو رب الشعب الإسرائيلي فقط، أما الله فرب العالمين؛ ويرى هيجل أن المسلمين يعيشون ويحيون من أجل دينهم وتحقيق مبادئه، وأن حياتهم الدنيوية ليست إلا وسيلة لبلوغ الآخرة وما فيها من متاع. ولهذا كانت فتوحاتهم العظيمة في آسيا وأفريقيا وأوربا. وكان التعصب ضد الكفرة على أشده في بادئ الأمر، إلا

<<  <  ج:
ص:  >  >>