يخطئ من يحسب أن القبائل العربية كانت تجري في تعديتها للأفعال أو تصريفها على منوال رتيب. ومن العسير معرفة ما إذا كانت هذه القبيلة تتجه إلى زيادة مبنى الألفاظ أو تلك تميل إلى اختصارها؛ فمثلاً قبيلة تميم تقول أجزأ عني بمعنى قضى وأمضني هذا الأمر. وأسحنه الله وآلانه عن وجهه. وغيرها يقول جزى عني ومضني وسحته ولاته بينما تقول تميم جبرت فلاناً على الأمر. وهلك الله الظالمين وخلا فلان على اللين بمعنى اقتصر عليه وغيرها يقول أجبرته وأهلكهم وأخلى. ونجد تميماً تقول: حسب يحسب على وزن علم يعلم وبرئ المريض يبرأ على وزنه كذلك ويقول الحجازيون حسب يحسب بكسر السينين وبرأ يبرأ بفتح الراءين. هذا في حين إن تميماً تقول رضع يرضع وعرض له الأمر يعرض على وزن ضرب يضرب فيهما ويقولهما الحجازيون على وزن علم يعلم كما تقول القبائل بما فيها تميم جنح لكذا بفتح النون ويختلفون في نون مضارعها فتميم تفتحه وقيس تضمه وغيرهما يكسره. أما من حيث الزيادة والنقص فترى تميماً تقول اتخذت وهو الذي ينتقد الدراهم، والكراهية. وليله أضحيانة وغيرها يقول تخذت وهو الذي ينقد الدراهم وليلة ضحيانه. هذا في حين أن تميماً تقول مذ وأنتم لله بدون نون فيهما، وتفتح همزة أيم، وثنتان بدون ألف؛ وغيرهما: اثنتان ومنذ وأيمن الله ومن القبائل من يقول أيم بكسر الهمزة وهم بنو سليم. وأم بدون ياء وهم أهل اليمامة وأغلبهم بنو حنيفة.
ومن حيث الواو والياء والألف نجد تميماً تقول: القنوة وقلنسوة والقار ويقول الحجازيون القنية والقلنسية والقير في حين أن قبائل نجد ومنها تميم يقولون القصيا وتجمع تميم وضبة القنو على قنيان بالياء وضم القاف والحجازيون يقولون القصوى ويجمعون القنو على قنوان بالواو وكسر القاف وقبيلة قيس تقول القصوى وتجمع القنو على قنوان بواو وضم القاف، وقبيلة كلب تجمعه على قنيان بالياء وكسر القاف.
ومن حيث الحركات نجد تميماً وتشاركها في بعض ذلك قيس وأسد تقول: الزعم والفواق والأسوة ومرية بضم أول الكلمات ويفتح الحجازيون أول الأولين ويكسرون أول الأخيرين