للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

انتظاراً للإمداد فانتهز العثمانيون الفرصة، فصبت المدفعية التركية نارها بشدة على مواقف المشاة المصريين، فتقهقرت الصفوف الأولى، وكانت فرصة نادرة لهجوم الأتراك على مواقع المصريين ولكن إبراهيم يظهر بنفسه ويقف بين الجنود في تلك اللحظة الحرجة فيثبت المنهزمين ويجدد الحماسة في النفوس فيبدأ الهجوم من جديد وتصل الذخائر فيشتد ضرب المدفعية المصرية ويستمر الضرب والهجوم حتى تشتت شمل الجنود غير النظاميين في الجيش العثماني؛ فأحدثوا الاضطراب بالجيش، وتحطمت صفوف الجند النظاميين وارتبك الجيش كله فلاذ أفراده وسط الذعر والخوف بالفرار، وكما فعل الجيش فعل قائده الذي فضل الفرار على الوقوع في أسر المصريين.

ويسير إبراهيم في ميدان المعركة فيجد خيمة حافظ باشا، وينظر منها فلا يجد أحداً من الأعداء أمامه، فيكتب إلى أبيه ليعلمه بالنصر ثم يقول له في ذيل خطابه: (وإني أود أن أقتفي أثر الأعداء ولكني لا أجد منهم أحداً).

حقاً؛ لقد كان إبراهيم قائداً حربياً ممتازاً. ولئن دلت موقعة نصيبين على مهارة الجيش المصري وكفاءته فإنها لتدل أيضاً على ما امتاز به قائده من عبقرية نادرة مكنته من إحراز ذلك النصر الحاسم الذي يعد بحق من أعظم الانتصارات الحربية في التاريخ.

كمال السيد درويش

مدرس بمدرسة الرمل الثانوية

وعضو الجمعية التاريخية لخريجي جمعية فاروق

<<  <  ج:
ص:  >  >>