يدعى اليهود المقيمون في مصر أنهم مصريون وطنيون فمن الظلم أن يطلب منهم أن يحاربوا أخوانهم الصهيونيين. فإذا كانوا مصريين وطنيين بكل معنى الكلمة كما يزعمون فعليهم ما على المصريين كما أن لهم ما للمصريين. فهم يرتزقون في مصر ويثرون بل يستغلون جميع مرافق البلاد أكثر من غيرهم، فإذا يجب أن يكون عليهم ما على المصريين.
أن المصريين كسائر العرب في جميع البلاد العربية يعتبرون فلسطين قطعة من البلاد العربية بل هي مركز العروبة. ولذلك قرر العرب في مصر وغير مصر أن يدافعوا عن فلسطين بالمهج والأموال قرروا أن تبقى فلسطين عربية إلى الابد، وانهم يضحون كل غال ونفيس وبقائها لأجل استقلالها عربية لا قطره دم أجنبية فيها.
ولهذا السبب جعل المصريون كإخوانهم العرب في جميع البلاد العربية يتبرعون بالمال ويتطوعون بالرجال ويقتنون العتاد لتحرير فلسطين من الصهيونيين، فإذا كان يهود مصر مصريين وطنيين كما يزعمون فيجب أن يتبرعوا ويتطوعوا كإخوانهم المصريين. وإن كانوا صهيونيين فهم إذا أعداء العرب في قلب بلاد عربية، وبالتالي فهم أعداء مصر نفسها. وحكمهم في هذه الآونة الحاضرة حكم الأجانب الأعداء في مدة الحرب الأخيرة فيجب أن يعتقل الطابور الخامس منهم وكل من يشتبه بأنه معاون للصهيونيين وأن تصادر أموالهم كما فعلت مصر بأعداء الحلفاء. وأما أن يبقوا في البلاد يستغلونها ويترعرعون فيها ثم يبعثون بالأموال وبالمؤونة والعتاد إلى تل أبيب وكر الصهيونية فان هذا العمل خيانة لمصر ولجميع العرب.
وإما أن يقولوا أو يقول من يدافع عنهم أنه لظلم أن نطلب منهم أن يحاربوا أخوانهم في الدين، أي الصهيونيين فهذا أمر لا يحتمله الطبع البشري.
ولكن ليعلم اليهود في كل العالم وليعلم أنصار اليهود أن هذه الحب المبتدئة الآن في فلسطين ليست حربا دينية ولست حربا بين يهود ومسلمين ونصارى أنما هي حرب قومية بين صهيونيين وعرب؛ فإذا كان يهود مصر المقيمون في مصر من زمان طويل