[ذريني. . .!]
للأستاذ كامل محمود حبيب
(. . . ورأيت النار فلم أر منظر كاليوم قط أفظع، ورأيت
أكثر أهلها من النساء). قيل: بم يا رسول الله؟ قال: (بكفرهن).
قيل: أيكفرن بالله؟ قال: (يكفرن العشير، ويكفرن الإحسان. لو
أحسنت إلى إحداهن الدهر كله، ثم رأيت منك شيئاً؛ قالت: ما
رأيت منك خيراً قط)
حديث شريف
ذريني أطِر بين فلجأت الأرض ومضّلات السماء، أستشف بهاء الحياة وجمالها!
ذريني أحطم الأغلال الثقال التي أرسف فيها، لأفر من هذا السجن الأسود، أتنسم روح الحياة والحرية!
ذريني أنحلل من هذا العبء الفادح، فلقد آدنى، فما عدت أطيقه!. . .
ذريني أر الدنيا، فلقد وجدت فقدها بين طيّات نفسي الوثّابة!
يا عجباً! لقد جفّ قلبي وذوت سعادتي!
فهذا هو القمر يتألق في السماء، والأرض نائمة في سكون، وأنا أرمقه من خلال همومي، فلا أحس فيه الجمال ولا المتعة. . .
وتنفّس الفجر، فما لمست في نسماته النديّة بَرْدَ الراحة ولا نشوة اللذة. . .
وافترّ ثغر المشرق عن ابسامة الشمس، وأنا - وحدي - جاثم على نشز لا أستبشر لبسماتها. . .
وإن الروض ليضحك، فما أرى في ضحكاته سوى فنون من الكآبة والحزن. . .
وإن الغدير ليعزف على قيثارة لحن الخلود الشجي، فما تتطرب له نفسي. . .
يا عجباً! أفكل هذا لأنك - أيتها المرأة - إلى جانبي تنفثين فيّ روح الشر؟
أيتها المرأة، لطالما فوّقت إلى قلبي سهامك المراشة، فاضطرم بالهوى وتلهب بالشوق.