(لم يوفق شاعر من شعراء العربية توفيق الرافعي في تأليف الأناشيد، ولم يكتب لنشيد وطني أو طائفي من الذيوع والشهرة والانسجام مع الألحان ما كتب لأناشيد الرافعي؛ فكان بذلك خليقاً أن نسميه (شاعر الأناشيد)
وهذا نشيد الكشافة المصرية (اسلمي يا مصر)، ونشيد شباب الوفد (حماة الحمى)، ونشيد الشبان المسلمين، ونشيد بنت النيل، ونشيد تلاميذ المدارس الثانوية (مجداً مجداً مدرستي) كلها من تأليف الرافعي، وهي دائرة على كل لسان في كل حفل أو ناد
(وعرف الرافعي لنفسه هذه الميزة التي فاق بها شعراء العربية عامة في باب هو من الشعر في هذا العصر صلبه وقوامه، فاجمع أمره على إخراج ديوان (أغاني الشعب) يضع فيه لكل جماعة أو طائفة من طوائف الشعب نشيداً أو أغنية عربية تنطق بخواطرها وتعبر عن أمانيها؛ وقد جرى الرافعي في هذا الميدان شوطاً بعيداً، وأنجز طائفة كبيرة من أغاني الشعب نشر بعضها وما يزال سائرها في طي الكتمان بين أوراقه الخاصة ومؤلفاته التي لم تنشر بعد، ولا أدري متى يقدر لها أن تنشر. . .!
(والذي أنشره اليوم نشيد من هذه الأناشيد، وضعه الرافعي على لسان الفلاحة المصرية، وسيجد القراء في أسلوبه ومعانيه شيئاً مأنوساً يحببه إلى الشعب ويخفف وقعه على فؤاده ولسانه)
محمد سعيد العريان
نشيد الفلاحة المصرية
الفجر قد غبّر ثم لاحا
والديك قد أذّن ثم صاحا
وأطلقتْ حمامتي الجناحا
والكلبُ بالباب غدا نبَّاحا
واشتاقت البهائم السَّراحا ... هيا إلى غيطك، سُقْها: حَا، حَا