جهاد عشرين عاما متواصلة لا أفاخر به ولكني أحمد الله عليه وأستزيده التوفيق منه.
قال مستر غاندي يوما:(إن من الخير لسكان الهند أن لا يلجأ إلى اللغة لأنها تكتب بأحرف القرآن، وهو كتاب المسلمين وحده. وعلينا أن نختار اللغة المحفوظة عن الأمهات فقط وهي اللغة السنسكريتية، وما كدت اطلع على هذا في صحف الهند العامة حتى أسرعت في اليوم التالي إلى الإجابة، وقلت لمستر غاندي: (إن المسلمين ليس لهم أمهات سوى أزواج نبيهم عليه افضل الصلاة والسلام، وهن أمهات المؤمنين، ولغة أولئك الأمهات هي للسان العربي المبين) ولما أذاع المستر غاندي نداء يدعوا فيه إلى توحيد اللغة بين المسلمين والهنود أجبته بأن ذلك لا يمكن إلا بأن نتعلم لغتكم السنسكريتية مع لغتنا العربية وعليكم أن تسلكوا إلى الوحدة هذه السبل نفسها ثم تكون النتيجة الحتمية لهذا. هي العودة إلى الأردية مرة أخرى، فهي مزيج من اللغتين معا إلا قليلا من الفارسية والتركية. وإذا لم تصنعوا ذلك ولن تصنعوا فماذا أنتم فاعلون إذا اصطدمتم بلغات تربو على المائتين بين العشائر الهندوكية المتناثرة في أقطار الهند؟ النتيجة الحتمية لهذا التعصب ضد العربية والأردية هي الاعتماد على اللغة الإنكليزية - لغة أعدائكم - في التفاهم والمكاتبات. وهذا هو الذي حدث فعلا. فقد تخلص هؤلاء من الاستعمار العسكري ليقعوا تحت السيطرة الروحية من نسيج هذه اللغة الأجنبية عنهم. فإن كنت في ريب من هذا أيها القارئ فادخل إحدى السفارات الهندية لدى أي الحكومات أن شئت، فأنت واجد فيها بين أفرادها سلطان اللغة الإنكليزية حاكما على قلوب الموظفين فأنفذ الكلمات في أذواقهم وحديثهم ومخاطباتهم؛ وأنها لهي عبودية الروح في غشاء رقيق من حرية الجسد.
أما أنا فقد رأيت أن أمشي على سنن الطريق مسترشدا بيقيني وبما أني واثقا من أنني فيما ادعوا إليه سألاقي النصر والفوز. وتركت الجدل الكلامي وأخذت أنشئ الجمعية العربية العامة في الهند، واتبعتها بإنشاء مدارس ليلية شبيهة بالمدارس والوحدات الليلية التي يعرف الجميع نشاطها بمصر. وكنت ومن معي من المؤمنين بفكرتي مثالا من النشاط الذي لم تكن فيه اقل من الغيورين على محاربة اللغة العربية واستبدال حروفها وإخراج ألفاظها.