للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

ولكي نستبعد فكرة التعصب القبلي دعونا إليها كلغة القرآن والإسلام. أما الآثار الأدبية لهذه الحركة المباركة فقد كان منها كتاب المعجم الأعظم الجامع بين اللغتين العربية والأردية إلى جانب عشرات من الكتب المدرسية. وكانت حيدر أباد الدكن مركزا هاما إلى ذلك الحين لنشر العربية، إذا كان بحيدر أباد مائة ألف أو يزيدون من العرب أو من أصول عربية، فلقيت الدعوة تشجيعا وإقبالا رائعا. وقام على رياسة هذا النشاط أحد سلاطين المكلا العرب، وما كدنا نقطع من مراحل الزمن سنة حتى انتشرت المدارس الليلية في جميع مناطق المدينة وشكلت الفروع المختلفة في الضواحي والأقاليم المتاخمة. وأنشأت كلية اللغة العربية في العاصمة لتقوم بتعليم على أسس دراسية قيمة. ولكي يقطع هذا النشاط مدى بعيدا قررنا إلقاء محاضرات أسبوعية في حفلات متنقلة بين أحياء المدينة، وكنا نرى إقبال الجمهور المتزايد ويجعل الأمكنة تضيق بزوارها. وكانت تلك الحفلات أدبية مشجعة على مواصلة الكفاح العلمي والأدبي ثم رأينا أن تجري مسابقات دورية تمنح فيها المكافئات والجوائز. ومما يثير العجب أن عدد الفائزين في أخر مسابقة باللغو مائة من بينهم خمسة وسبعون من الفتيات. وقد جرت المسابقة في الكتابة الإنشائية وفن الخطابة والإلقاء. وحاولت أيضاًفي سبيل تيسير هذا التعليم أن ادعوا إلى استبدال خط النسخ العربي بالخط الفارسي بالأردية.

أما حيدر أباد ومراكز الهند الأخرى بعد التقسيم فهي في ستار مغلق دونيالآن - فقد وليت وجهي شطر الوطن الإسلامي الباكستاني - ولقيت فيها الدعوة مكانا خصبا. فلعلي استمد هذا الروح نحو تعليم العربية من أيمان شعب الباكستان الذي تشرف فيه الحكومة نفسها على الجمعية العامة للغة العربية. واصبح خط النسخ العربي رسميا في مكتبات الدولة وأعمالها العامة.

واللغة العربية مادة إجبارية في مواد التعليم الثانوي. كما خصص ركن من إذاعة اللغة العربية. وحضرات أصحاب المعالي الوزراء في باكستان وفي مقدمتهم صاحب المعالي وزير المعارف العمومية فضل الرحمن مقبولون بأنفسهم على تعلم هذه اللغة.

ولعل بعض القراء يذكر أن فخامة حاكم البنجاب السردار عبد الرب تشتر - هو الذي يرأس أكثر الحفلات العربية ويلقي فيها خطبه المرتجلة في عبارات سليمة واضحة.

<<  <  ج:
ص:  >  >>