وليس هذا كل شيء، فإن الخطوة المباركة الحقيقية هي وصولنا إلى ذلك القرار الحكيم الذي وافق عليه مؤتمر العالم الإسلامي الدائم وهو اعتبار لغة القرآن لغة عامة للمسلمين جميع، وكتابة لغات العالم الإسلامي بخط النسخ العربي. كما ألقيت اكثر خطب المؤتمر في كراتشي باللغة العربية. وإذا كنا نحن الباكستانيين قد بذلنا هذا الجهد المتواضع لتعميم العربية الفصحى وأحياء تراثها المجيد، فإني أهين بالناطقين بالضاد إلى المماليك العربية أن يجعلوا واجبهم الأول تعميم اللغة العربية الفصحى وأحياء تراثها المجيد، وأن لا يقصروها على مكاتباتهم في دواوين الحكومة، وعلى أعمدة الصحف. فعلى كل من يجيد العربية أن يخاطب بها غيره في المكتب والطريق وفي الأندية والأسواق وفي التعامل التجاري وفي التبادل الثقافي. وسيقول قائل أن الطريق شاق والمطلب عسير، فأقول لهؤلاء ليس بين العامية الدارجة والعربية الفصحى سوى تصحيح كلمات وإعراب جعل وصدق في توجيه قبل كل شيء. وما هو إلا قليل من التدريب يتلوه النصر القريب.
كثيرا ما رأيت طلاب البعثات الوافدة إلى مصر والأزهر يعودون مزودين باللغة العامية، وما هجروا أوطانهم إلا للغة العربية السليمة الفصحى!
وقد بدأنا نحصل الغرامة المفروضة من أعضاء المؤتمر الإسلامي على كل من يلجا إلى غير العربية الفصحى أثناء كلامه. ويتجه نظريالآنإلى الكعبة العلمية الإسلامية اعني (الأزهر الشريف) ليبدأ هذه الخطوة من جانبه بين أساتذة المعاهد وطلابها، فهل يتحقق أملي؟