للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>

[المسرح والسينما]

كتب كاتب في جريدة (الطان) نبذة شائقة عن المسرح والسينما وما يضطرم بينهما من منافسة ينوء بها المسرح. ومنذ حين يثور الجدل حول هذا الموضوع، وتتجه معظم الآراء إلى أن تقدم الفن السينمائي كان ضربة قاضية للمسرح، وأن المسرح يتدهور بل ينحدر إلى الفناء بسرعة، وأن السينما قد انتزعت منه معظم رواده ومحبيه. ويقول لنا كاتب (الطان) إن هذه الجلسات السينمائية الصغيرة، ومناظرها الشعرية الغريبة، قد خلبت حقاً ألباب الناس، غير أنه يذهب إلى رأي جديد فيما يتعلق بتقدم الفن السينمائي؛ فهو يرى أن السينما ليس لها من الوجهة الفنية عدو ألد من نفسه، وأخطر من نجاحه، فهو من جهة عبد القوة المالية يطيعها طاعة عمياء، ومن جهة أخرى عبد المخرجين (مخرجي المناظر). ولما كانت الأشرطة السينمائية لغة عالمية، فإن مخرجيها لا يفكرون إلا في إخراج أشرطة ومناظر تجتذب أعظم مجموعة من الرواد، ويمكن أن تعرض في نفس الوقت في يوكوهاما وبرلين وباريس ولندن ونيويورك وشنغهاي، والنجاح يغدق المال. على أن هذا النجاح نفسه يحمل المخرجين على أن يتحروا دائماً التأثير في العدد، نجاح الكمية لإنجاح النوع، ومن ثم كانت جمهرة (الأفلام) المتماثلة في المناظر والأذواق العامة، وهي مناظر أصبحت معروفة يتوقعها ويتنبأ بها الجمهور بلا مشقة، وهذا الاتجاه المادي المحض الذي يتخذه الفن السينمائي يثير اليوم بين الكثيرين ضجراً وخيبة أمل، وهؤلاء يرون أن الفلم لم يعد يرضي أذواقهم وأمانيهم الفنية، وأن المسرح هو الكفيل بتحقيق هذه الأذواق والأماني

ولهذا يتجه الكثيرون اليوم صوب المسرح، ويعود المسرح فيحرز بعض النجاح والانتعاش، ولكنه انتعاش بطيء يحتاج إلى وقت غير قصير، غير أنها على أي حال ظاهرة تدعو إلى التفاؤل. وفي وسع أنصار المسرح والفن المسرحي أن ينتهزوا هذه الفرصة فيضاعفوا جهودهم لتجديد المسرح من الناحية الفنية ويستطيع الكاتب المسرحي أن يؤدي في ذلك التجديد دوراً خطيراً، إذا استطاع أن يزود المسرح بطائفة من الآراء والمناظر المبتكرة.

البريد الأدبي

في نادي القلم العراقي

<<  <  ج:
ص:  >  >>