عنوان عصر قد ختم؛ أما (الاشتراكية الوطنية) فهي بالعكس نظام جديد، قد خلق أسلوباً جديداً للتفكير يعارض كل ما ذهب إليه النظرية الغربية في شأن الدولة والرأسمالية، ولا سلام للشرق إلا باعتناق مبادئ الاشتراكية الوطنية. وقد ردت جريدة (جورنالي ديتاليا) الإيطالية على هذه الحملة، فقالت إنه يراد أن يخلق تعارض بين الفاشستية والاشتراكية الوطنية، وأن يتخذ من هذا التعارض أساساً لمنافسة سياسية تزمع ألمانيا أن تقوم بها ضد إيطاليا في الشرق الأدنى، وتسلم الصحيفة الإيطالية بوجود فروق جوهرية بين الفاشستية والاشتراكية الوطنية، ولكنها تنوه بما تقوم عليه النظرية الألمانية من التفاضل بين الأجناس، وأنها تطالب بوحدة الأمم من الوجهة الجنسية. والواقع أن أمم الشرق الأدنى تتكون اليوم من مزيج من الأجناس المختلفة، وتتكون كل منها حول الجنس الغالب؛ فإذا فكرت في ألا تطبق المبادئ الهتلرية فعليها أن تمزق نفسها مختارة، وأن تتنازل عن أجزاء من أراضيها تعمرها الأجناس الدخيلة أو المنحطة
وهكذا ينم هذا الجدل عن غايته، فأنصار الاشتراكية الوطنية يزعمون أنهم أحق باستعمار الأمم وبسط نفوذهم عليها؛ ويعارضهم أنصار الفاشستية في هذه الدعوة؛ وأمم الشرق تستهدف في الحالين إلى مطامع الاستعمار ودسائسه؛ ومن المفيد أحياناً أن تتبع الأمم الشرقية مثل هذا الجدل لتقف على ما تبطنه الفاشستية الإيطالية أو الهتلرية أو غيرها من الدعوات والمبادئ الخلابة نحوها من ضروب الغدر والعدوان