اطلعت في عدد الرسالة التاسع والخمسين على كلمة موجزة للأستاذ محمود الخفيف في نقد كتاب (الأدب الإنجليزي الحديث) الذي قدمه الأستاذ سلامه موسى للجمهور مؤخراً، وقد ظهر لي من هذه الكلمة.
أولا - إن الأستاذ مصنف الكتاب أو مؤلفه قد نعت العصر الفيكتوري ما بين ١٨٣٠ - ١٩٠٠ بأنه عصر خمول في الأخلاق والأدب، بينما يرى الأستاذ محمود الخفيف هذا العصر من أرقى عصور الأدب الإنجليزي وأحفلها بالحركات والاتجاهات الأدبية الجديدة.
ثانيا - إن الأستاذ سلامه يشير في كتابه إلى تجديد في الأدب الإنجليزي ظهر عام ١٩٠٠ فيوافقه الأستاذ محمود على ظهور هذا التجديد ويذكر أنه ثمرة من ثمار العصر الفيكتوري الناهض.
وأنا بدوري أود أن أقول كلمة في الموضوع أختلف فيها مع الأستاذين الفاضلين في مسائل، وأتفق معهما في أخرى، فأرجو أن توسع مجلة الرسالة الغراء صدرها لهذه الكلمة:
١ - إن مؤرخي الأدب الإنجليزي الحديث لا يوافقون الأستاذ سلامه موسى على قوله:(إن الأدب الإنجليزي قد اتجه طول مدة القرن التاسع عشر نحو الصياغة اللفظية دون التفكير والاقتحام) ويرونه قد حاد كثيراً حين رمى الأدب الإنجليزي في القرن التاسع عشر بالضعف والقبح والفساد لأن هذا العصر الذي يمتد من عام ١٧٩٨ إلى عام ١٨٩٢ من أزهى عصور الأدب عندهم اشتهر بمذاهبه الأدبية الجديدة وبتنوع شعرائه وكتابه الذين خرجوا فيما ينظمون ويكتبون عن أساليب القدماء. وإلى القارئ ما يذكره المؤلفان الإنجليزيان (وايت و (كلي عن الأدب الإنجليزي في القرن التاسع عشر في كتابهما (الأدب الإنجليزي الحديث. ص١ - ٣:
إذا كان من أن نقع على تاريخ يحدد لنا نهاية عصر من عصور الأدب أو بدايته، وكان من النادر أن يتفق مثل ذلك التاريخ مع فسحة الزمان إلى قرون أو عصور أو أجيال، فان القرن التاسع عشر قد أمتاز بأنه كان ممثلاً أحسن تمثيل لدور انتقال بين في الأدب الإنجليزي. نشر (وردثورث) و (كوليردج)(قصائدهما الغنائية) قبل بزوغ فجر القرن