للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>

التاسع عشر بعامين فقط في عام ١٧٩٨، فكان ذلك النشر خدمة عظيمة للفن والأدب وعاملاً من أهم العوامل التي قلبت المذاهب الشعرية الأولى وهدمت النظريات الأدبية القديمة، وكأني بتلك القصائد قد أعلنت نهاية الطريقة الاتباعية في الشعر بإحياء الطريقة الابتداعية

إن الروح الرومانتيكية لم تكن حتى أيام (ورد ثورث) و (كوليردج) قد استيقظت والأساليب الشعرية القديمة لم تكن قد نسخت.

هذا ما يذكره المؤلفان العالمان عن أهمية عام ١٧٩٨ بالنسبة لتاريخ الأدب الإنجليزي، فلنصغ إلى حديثهما عن وحدة الأدب في القرن التاسع عشر:

(فعام ١٧٩٨ إذن يكاد ينفرد في إنه يعين بوضوح ابتداء عصر جديد للأدب، عصر إصلاح وتجديد أطلق الشعر فيه من قيود (الاتباعيين) والقرن التاسع عشر يبدو لنا ذا وحدة تامة كما كان عصر الياصابات ١٦٦٠ - ١٧٩٨ فلم يفقد فيه الشعر الروح الابتداعية. التي أمده بها (ورد ثورث) ومعاصروه، وقد ظلت رواياته النثرية في تقدم مطرد. إن أدب العلم والتاريخ والفلسفة قد امتاز في هذا العصر بطريقته الجديدة التي أدنت مسائله وأوضحتها، والتي اختلفت عن طريقة القرن الثامن عشر اختلاف (دارون) عن (لوك)

قد ترى الأجيال المقبلة في مذاهب (ماثيو أرنولد) الاتباعية أو في الطريقة (الابتداعية) الجديدة التي دعا إليها (روسيتي) و (موريس) ما لم نره نحن من خطورة وأهمية، غير أن ما يمكننا قوله الآن هو أنه لم يقم حتى العهد الذي ظهر فيه (ورد ثورث) و (كوليردج) ثورة تهدم الطرق القديمة وتكون جديرة بأن تعتبر فاتحة عصر جديد.

لا ينبغي أن نطنب - طبعا - في وحدة أدب القرن التاسع عشر أو بالفروق التي كانت بينه وبين أدب القرن الثامن عشر، إن كل ما ننوي التحدث عنه هنا هو أن نظهر أن الوحدة الأدبية كانت فيه تامة، وأن الفارق الذي يدعونا إلى درس أدبه كأدب عصر خاص كان ظاهراً جلياً. ولقد تظهر فوارق الشعر أكثر وضوحاً في هذا العصر، يرجع ذلك إلى النزاع العنيف الذي قام بين شعراء المدرسة القديمة في القرن الثامن عشر وبين شعراء الطريقة الابتداعية في فجر القرن التاسع عشر؛ أما الروايات النثرية فمن المؤكد أنه لم يدخلها تبدل ظاهر، لأن روائي القرن التاسع عشر كان يرضيهم بوجه عام ان ينشروا فن

<<  <  ج:
ص:  >  >>