تنطلق الزوجة الحسناء داخل الحانة برمة، ثم يقبل البحارة، فيأخذون في هرج ومرج، تزيدهما النشوة ضجة واصطخاباً، فإذا سألوا من صاحب الحانة وقدم لهم أرسطفان نفسه، عبثوا به وضحكوا منه:
أنظر إلى وجهك في المرآة ... وصف لنا عجيبة الحياة
من أي غاب يا وحيد القرن ... وما اسمك الصحيح؟ لا تكنى
فيقول لهم: أرسطفان. . . فيقول أحدهم
. . . علَمُ مغلوط ... صحته وشكله المظبوط
تنبئ عنه هذه الخيوط ... أرسطفان أنت أخطبوط!!
وهكذا يستغرق الجميع في ضحك متصل، تزيده القيان الحسان اللائى صحبن البحارة بهجة وإيناساً ومرحاً. ثم تأخذ إحداهن في رقصة بارعة يدخل بعدها بطل الدرامة الرهيب (أزمردا) فيأخذ مكانه في ناحية، ويسود الحانة جو من الوجوم لا يفيقون منه إلا على إنشاد باتوزيس الذي يتغنى لهم قصة تلك الآشورية التي تعشقها فتى ملاح، ووقع هو الآخر من نفسها فدعته إلى سفينتها وانطلقا يذرعان البحار عامين سعيدين حتى فرقت بينهما يد الأقدار حين نزل الفتى إلى الشاطئ للصيد فأتي قرصان فصاد حبيبته وذهب بها إلى حيث لا يدري العاشق المسكين. . . وروى أن هذه الحسناء قد تزوجت من بعض الآلهة فأنجبت منه (ربات الرياح الأربع)
فإن سمعتم في صدى الأمواج ... أو لحن شاديكم
أغنية تهفو على الأثباح ... حيرى تغاديكم
فهي لها، وهي تناديكم
فإذا سأله البحارة عن هذا القرصان الفاجر أين مقره، قال باتوزيس إنه يجلس بينهم كواحد منهم. . معرضاً بأزمردا. . . أزمردا القرصان الهائل الذي دوخ أطراف البحر، وزلزلت سطواته جزائر إيجة وشطئان مصر، وأحرز من خطف الحسان ثروة طائلة وبأساً شديداً. .