للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

[رسالة العلم]

حرب ونضال

تأملات في مجاهل الكون

للدكتور محمد محمود غالي

عندما اندلعت ألسنة الحرب في سبتمبر الماضي كتبنا مقالاً في (الرسالة) تحت عنوان (فلنستمر)، اعتزمنا فيه مواصلة الكتابة رغم مجابهة العالم لمحنة قاسية لم يعهدها من قبل، ورجونا ألا تصرفنا الحوادث عن أداء المهمة، وليست الكتابة بالأمر الذي يستطيع الإنسان المضي فيه وهو مشغول الفكر مضطرب البال، وإنما لهدوء النفس والنزوع إلى الكتابة أثرهما الواضح في النجاح والقدرة على التسطير. فالكتابة لا تُقصد لذاتها، وإنما تقصد لما ترمي إليه؛ وإن الذي تُترَكُ له صحيفة ليملأها، يجب أن يكون أهلاً لأن يفيد القراء، وإلا فليترك المجال لمن هو أقدر على أن يكون أكثر فائدة لهؤلاء الذين يهبون بعض أوقاتهم للمطالعة.

ولقد خصَّصَتْ (الرسالة) صفحة لمباحث علمية توخينا أن نخط فيها هيكل الكون، وحاولنا أن نلفت النظر إلى ما فيه من تنافس؛ ووالينا كتابة هذه المقالات العديدة التي نسرد فيها قصة التقدم، فقطعنا في ذلك شوطاً بعيداً، واستعرضنا للقارئ بعضاً من الخطوات العلمية الكبرى التي توصل إليها العلماء في العهد الأخير، وفيها ما له علاقة بتقدم الإنسان في حاضره ومستقبله.

وقد تابعنا هذا الاستعراض وفق تفكيرنا، فطغت مسائل أخرى عُنينا بشرحها أكثر من غيرها، إذ كان لبعضها علينا اثر خاص، وللبعض الآخر في اعتقادنا سهم في محور التقدم، ولا شك في أنه كان لما تعلمناه عن قصد أو غير قصد، وما طالعناه عن رغبة أو مصادفة أثر في هذا التكييف.

وما كنت أعتقد أن الحوادث في العالم الغربي الذي عنه ندرس وعلى ضوء مؤلفاته نتكون تتطور بهذه السرعة الخاطفة، وما كنت أعتقد أن سرعتها هذه تؤثر على نفس في الأسبوع الماضي هذا التأثير الذي سلبني في تلك الآونة الصفات التي تجعل منى شخصاً مفيداً

<<  <  ج:
ص:  >  >>