للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>

[الأدب في سير أعلامه:]

ملتن. . .

(القيثارة الخالدة التي غنت أروع أناشيد الجمال والحرية

والخيال. . .)

للأستاذ محمود الخفيف

أشعاره في هورتون:

وكانت قصيدة ملتن الثالثة في هورتون هي الغنائية المسرحية أركادس، وهي في الواقع نبذة من غنائية مسرحية فهي لا تعدو مائتي سطر، ويمكن أن نعدها قصيدة مدح لولا هذه الصورة المسرحية التي وضعها فيها الشاعر.

نظم ملتن هذه الغنائية الصغيرة سنة ١٦٣٣ تكريما لسيدة عظيمة علت بها السن هي كونتس سلسبري؛ وقد مثلها بين يديها أحفادها وهم أبناء إيرل بردجووتر وابنته؛ ووضع ألحانها رجل من أشهر ملحني العصر جميعا هو لو وكان صديقا حميما لملتن، ما ذهب ملتن إلى لندن مرة إلا قضى عنده ساعات يستمتع بموسيقاه، وكان ملتن يقدره حق قدره ويعجب بألحانه إعجابه هو بشعر صديقه الشاعر. وتبدأ المسرحية بأغنية صغيرة مدح للكونتس يتقدم بها منشدين بين يديها أحفادها بين بنين وبنات في ملابس ريفية، ويبلغ ملتن في هذه الأغنية أعلى درجات الإجادة والإمتاع؛ فثمة ألفاظ حلوة ولحن بديع ومعان جليلة تكافئ مقام السيدة التي يمتدحها. وبينما يتقدم المنشدون والمنشدات بين يدي السيدة يظهر جني الغابة فيتجه نحوهم ويوجه إليهم الحديث ممتدحا السيدة في شعر من النسق العالي بالغ الروعة والسحر؛ ويختتم الجني حديثه بأغنيتين إحداهما موجهة إليهم، والأخرى موجهة للقرويين والرعاة جميعا، وفيها يثني الجني على السيدة ويتغنى بمجدها وأنعمها.

وفي سنة ١٦٣٤ نظم ملتن قصيدته الرابعة في هورتون فقد طلب لو إلى صديقه الشاعر نظم غنائية مسرحية أخرى لتكريم إيرل بردجووتر بمناسبة ولايته المنصب الرفيع الذي كان قد رقي إليه منذ ثلاث سنوات وهو منصب الرئيس اللورد لمجلس مقاطعة ويلز وذهابه ليقيم في قلعة لادلو. ولقد أقيمت الحفلات للورد في جهات كثيرة وبالغ عشيرته

<<  <  ج:
ص:  >  >>