وأصدقاؤه في تكريمه، ومن هؤلاء لو الملحن النابغة، وكان لو أستاذ الموسيقى لابني اللورد وابنته، ولم يقتصر على تلحين الأغاني في هذه الغنائية المسرحية، بل أشترك كذلك في تمثيلها. . .
وكانت أليس ابنة اللورد وهي فتاة ناهد في نحو الخامسة عشرة من عمرها، وأخواها وهما دونها في العمر أهم الشخصيات في تمثيل هذه الغنائية.
تخيل الشاعر سيدة تاهت في مسالك الغابة وأحراشها وهي في طريقها وأخويها إلى قلعة أبيها، وظلت تبحث عبثا عن أخويها وظلا يبحثان عنها في غير جدوى، وتمثل لها كومسي الجني الشهواني الساحر في زي أحد القرويين، وتظاهر أنه يهديها السبيل، ثم إذا هو غوى مبين أخذ يحتال عليها ويراودها عن نفسها فاستعصمت، ولكنه دأب في غوايته حتى حضر أخواها فتغلبا على كومسي وقبيله إلا أنهما ألفيا أختهما لا تستطيع التحرك بما صنع بها سحر كومسي فأخذتهما الحيرة، ولم يخرجهما من ورطتها إلا سابرينا إحدى العذارى الخرافية التي أبطلت سحر كومسي وهي من خلق ملتن؛ وتنطلق الفتاة وأخواها بعد ذلك إلى القلعة، وكان يحمي الفتاة ويعصمها من الزلل من البداية حتى النهاية من عالم الأرواح روح ساهر عليها يتنكر في زي أحد الرعاة، وكان لهذا الروح فضل عظيم في القضاء على كومسي، وبعد انتصاره انطلق إلى عالمه الذي هبط منه.
هذا هو موضوع الغنائية، ولقد تأثر ملتن في بناء هذا الموضوع على هذه الصورة بما قر في خاطره من قراءاته المتنوعة الواسعة، فالشبه عظيم بين غنائيته في بنائها وبين (قصة الزوجات العجائز) لبيل، وملخص هذه القصة أن سيدة حملت من تسالي إلى برتين بسحر ساحر لعين يسمى ساكربنت تعلم من أمه ميرو وهي ساحرة شهيرة كيف يغير صور الناس، وتبقى السيدة في برتين مسحورة عن نفسها تنسى ذاتها كما تنسى أصدقاؤها، ويبحث عنها اخوتها فيرد عليهم صدى يتبعونه حتى يقعوا في يد ساكر بنت فيسحرهم ويسخرهم في أداء أعمال حقيرة. وينجي السيدة حبيبها بعد ذلك وقد اطلع على سر ساكر بنت على يد عفريت رجل فقير كان قد صاحبه. ويموت الساحر ولكن تبقى السيدة مسحورة ولن يفك السحر عنها حتى يحطم وعاء زجاجي له بيد أنثى لا هي عذراء ولا زوجة ولا أرملة، وينطفئ بتحطيمه ضوء كان يلقيه، وبعد لأي توجد الأنثى المطلوبة