أما عن التلبيس في سوق الروايات والواقعات في كتاب (مباحث عربية) فإليك بعض من ذلك:
١ - أسند الدكتور بشر فارس ص٦٠ من كتابه (مباحث عربية) ثماني روايات جملة إلى ١٦ مرجعاً منها أربعة مراجع مخطوطة؛ والغرض من ذلك الوصول إلى إثبات أن (التعريف) الحقيقي الناهض على التمييز للفظ المروءة غير ممكن، وليصل إلى هذا فقد ساق الدكتور بشر هذه الروايات جنباً إلى جنب، وأسندها جملة إلى مصادرها بالجملة للتعجيز، حتى لا ينظر القارئ مصادر كل رواية ويتدبر معانيها في مكانها ووجه مجيئها من الكلام. لأن في ذلك الخطر كل الخطر على البحث إذ يثبت أن الروايات تأتي في كلها لفظة (المروءة) من أصل واحد يحمل مدلول السيادة من جهة ويتضمن السجايا الرفيعة التي يتقوَّم بها شخص السيد. بيان ذلك:
(أ) يقول النوري: (المروءة بذل الهدى، وكف الأذى، وترك الهوى، والزهد في الدنيا، وطاعة المولى)، وهذه الرواية بهذا الإطلاق يتنافر فيها مفاد المروءة مع المدلول الحقيقي للفظة وهذا ما يريد أن يصل إليه الدكتور بشر، وهذا هو التلبيس لأن هذه الرواية لو أسندت إلى مصدرها، وهو مخطوط كتاب (الفتوة) للأردبيلي - أيا صوفيا ٢٠٤٩ - وهو مخطوط في التصوف كما وصف ذلك الأستاذ في مبحثه المعنون باسم والمنشورة بمجلة التي تصدر عن همبورج، م٢٤ ص٥٨، لظهر أن لفظة المروءة في هذه الرواية تأخذ مفادها من وجهة المتصوفة، وفي ذلك الوقت يتسق مفاد اللفظة في الرواية مع مدلول الكلمة الناهض على التمييز
هذا وقد نبهني أحد الزملاء إلى أن هذا المخطوط الذي وردت فيه الرواية، نشره الدكتور