بشر في مقتطف أبريل سنة ١٩٣٩ والعجيب أن يقول في التقدمة. (تدخل الفتوة على قلم الأردبيلي في التصوف، وكذلك المروءة التي هي شعبة من شعبها في كتاب الأدربيلي!)
(ب) يقول معاوية: (المروءة احتمال الجريرة وإصلاح أمر العشيرة) فهذه الرواية رغم أنها تحمل في طياتها إشارة إلى سجايا السيد وإفادتها سياسة الملك، فقد أتى بها بشر فارس ليستدل على أن مدلول لفظة المروءة غير ناهض على التمييز. وهو في الوقت نفسه يذكر ص٦٧ في الحاشية، في الهامش رقم ٣٤ هذه الرواية، والمتن يحمل الإشارة إلى أن الرواية مفادها سياسة الملك!
(ج) يقول عمر بن الخطاب: (تعلموا العربية فإنها تزيد من المروءة). ويقول مسلمة بن عبد الملك:(مروءتان ظاهرتان: الرياسة والفصاحة). والدكتور بشر لا ينكر في الرواية الثانية أن لفظة المروءة تنزع إلى السيادة، مع أنها تجئ من الفصاحة وإذن فمفاد الرواية واضح في إشارتها إلى السيادة وسجايا السيد، من حيث أن العربي كان يرى معرفة العربية سبيل الفصاحة والفصاحة من أسباب الكمال والكمال من متطلبات سجايا السيد
(د) في عام ١٩٣٢ أخرج الأستاذ بشر فارس كتاباً بالفرنسية اسمه (العرض عند عرب الجاهلية) وتقدم به لينال إجازة الدكتوراه من جامعة باريس. وموضوع هذه الأطروحة أن (أخلاق عرب الجاهلية تندرج تحت معنى العرض)(انظر ' ' باريس ١٩٣٢ ص ٣٢ وما بعدها). ولما كان جُولْد تسيهيرْ أحد شيوخ الاستشراق قد كتب في كتابه طبع سنة ١٨٨٩ ج١ ص١ - ٤٠ - فصلاً كاملاً عن المروءة ذهب فيه إلى أن (المروءة كانت تنزل منزلة الفضيلة عند عرب الجاهلية). وهو في هذا على نقيض من الرأي الذي ذهب إليه الدكتور بشر، فقد اضطر صاحبنا بشر أن يعود عام ١٩٣٧ ليناقش رأي جولد تسيهير لأنه صاحب رأي خاص في الموضوع فكتب مادة (مروءة) في تكملة دائرة المعارف الإسلامية، ثم توسع بالمادة فكان منها موضوع مبحث المروءة من كتاب (مباحث عربية) وهو يشغل الصفحات من ٥٧ - ٧٤، وهو إلى هذا الحد لم يرتكب وزراً، ولكن موضوع المؤاخذة جاء من جهة محاولة إيهام القارئ أن بحثه في المروءة ليس عن فكرة سابقة وإنما هو نتيجة التدبر والتدرج من الواقعات للنظر (كما يقول ص٧٣ من كتابه)، وهو لكي يصل للغرض يوهم القارئ - والإيهام ليس بالشيء القليل - ثم يعمد لطرق ملتوية لتعجيز