للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>

[حول الجدل في الجامعة]

للأستاذ عبد الفتاح بدوي

نشر الأستاذ (العباس) مقالاً في (الرسالة) عنوانه (جدل في الجامعة) وموضوعه رسالة قدمت في كلية الآداب بجامعة فؤاد الأول لنيل درجة الدكتوراه.

ونشر الأستاذ (محمد خاف الله) مقالاً بعده ينفي فيه أن يكون الأستاذ (أحمد أمين) قد عاب الرسالة لضعف في منهجها أو لإنكار ما فيها من حقائق وعلمية ويقول: إن كل ما صنعه الأستاذ أحمد أمين أنه لفت ذهن الجامعة إلى أن مناقشة الرسالة قد تثير ضجيجاً لما فيها من أفكار وآراء.

وليس يعنينا ضعف منهج الرسالة فليس الناس ولا أهل العلم خاصة قوامين بالقسط على الرسائل التي تقدم في الجامعة فذلك شأن الممتحنين من دون الناس جميعاً

ولكن الذي لنا وللعلماء خاصة هو القيامة على الحقائق العلمية وعلى الحقائق الدينية ننفي عنهما الخبث وندافع عنهما كل من يحاول عليها العدوان.

ولقد دلنا الأستاذ (خلف الله) بمقاله على أن في الرسالة التي تقدم بها إلى الجامعة أحداثاً خطيرة في العلم وفي الدين، ودعاني مقاله هذا إلى البحث عن غير ذلك التقرير، ومادمنا نملك هذا المقال فإننا نملك باباً وسيعاً من المناقشة والحساب في مسائل علمية ودينية لها أكبر الخطر ويترتب عليها أعظم النتائج العلمية والأدبية والاجتماعية والقانونية إلى أن نحصل على أشياء أخر غير المقال.

يقول الأستاذ (خلف الله): ومن المعروف دينياً ألا نستنتج من نص قرآني أمراً لم يقصد إليه القرآن. . . وهذه الدعوى هكذا تهجم عارم على العلم وعلى القرآن جميعاً، ودلالة صريحة على أن من يدعي هذه الدعوى يستبيح للناس أن يقولوا عنه أنه لا يعرف شيئاً من المنطق؛ والمنطق ميزان القول، وهو لا يعرف قواعد اللغة، ولا يتكلم بكلام الناس، ولا يصح أن تكون له رسالة يتقدم بها إلى الجامعة أو إلى سواها لأنه ليس من أهل العلم في شئ.

أليس القرآن الكريم كاملاً له الدلالات المنطقية الثلاث المطابقية والتضمينية والالتزامية التي لكل كلام سواء في ذلك كل أنواع الكلام؟ فإذا قال القرآن الكريم: (إن أول بيت وضع

<<  <  ج:
ص:  >  >>