عند هذه الكلمة ترنَّم الهتَّاف بعد انتصاف الليل. . . فمن الهاتف؟
هو أديب من قراء (الرسالة) أراد أن يستفهم عن معنى القول بأن المسيحية تؤَّخ في كل أرض بميلاد المسيح، وتؤَّرخ في مصر بعذاب الشهداء
وما كدت أنتهي من شرح هذا المعنى، حتى هتف ذلك الأديب داعياً أن يجعل الله الوطنية من عقائد الشباب في هذا الجيل
فمن أنت أيها الفتى؟
وما قيمتُك في نفسك وفي نفس إخوانك؟
هل تعرف وهل يعرفون أن اهتمامك بكلمة في تمجيد وطنك هي الشاهد على أنك مصريٌّ أصيل؟
أنا أدعو لك بطول العمر مع العافية، أيها الفتى الوطني، حرسك الله وحماك!
اسمع يا صديقي ثم اسمع:
في كل أرض يكون للشجر والنبات موسم يقظة وموسم خمود، إلا مصر فاليقظة فيها دائمة في جميع الأحايين.
وفي كل أرض يوجد الماء في مكان وينعدم في مكانات، إلا مصر، فالماء موجود في كل مكان. وأين من يصدّق أن سكان جبل المقطم يستقون الماء من بئر هناك؟!
وفي كل بلد تجاهد الأرض في الزراعة موسماً، ثم تستريح موسمين أو مواسم، إلا مصر، فأرضها تصلح للإنبات مرتين في العام الواحد أو مرات
وطنك، يا صديقي، جميلٌ وثمينٌ ونفيس
كان وطنك محور التوازن الدولي قبل أن يعرف بنو آدم ماهية التوازن الدولي، وكان وطنك أول وطن تنبه إلى أن الله واحد بلا شريك، وفي سبيل هذا المعنى الدقيق جاهد إخناتون الشهيد. . .
وكان وطنك، يا بنيَّ، أول وطن حارب السماء عن علم أو عن جهل