قال الأستاذ محمد عبد الله عنان في كتابه (تاريخ المؤامرات السياسية)
(. . . ما أفاضت سيرة من سير القصور في القرن السادس عشر على دولة الخيال والشعر قدر ما أفاضت سيرة الدون كارلوس، وما تبعت قصة إلى النفس من روعة وكآبة قدر ما تبعث أساطير هذه القصة العجيبة
وأي سيرة أدعي للروعة والوحشة من سيرة ملك يقضي بالموت على ولده لمؤامرة قيل إنه دبرها لقتله. ثم يذهب في بطشه إلى حد تنفيذ هذا الحكم
هذا ما يحفظ التاريخ من سيرة فيليب الثاني ملك أسبانيا وولده الدون كارلوس)
فوجئ الأمير بتحية صدرت إليه من خلفه، فاتجه ببصره إلى مصدر الصوت فرأى صديقه الأمين الكونت (أجمونت). . . فقل اضطرابه قليلاً وسأل الكونت:
- أتبعك جواسيس الملك الليلة يا كونت؟
فابتسم هذا في خبث وأجاب:
- أبداً يا مولاي، فقد ألحت صورة الخمر على أعينهم فرنق بها الكرى فدلفت إلى جناحك من الباب الخلفي بعد أن تخطيت الأهوال في اجتياز الحدود سراً. . .
- أبخير أتيت؟
- فأجاب والابتسامة لا تفارق شفتيه:
- بكل خير
- ثم أخرج الكونت منة ثنايا ثوبه ورقة نشرها أمام ولي العهد، وجعل يمر عليها بإصبعه هامساً للأمير:
- بين شعاف هذه الجبال يا مولاي ستمكن قواتي، فإذا ما جن الليل انضمت إليها قوات أمير أورانج تتبعها قوات الكونت هورن. وعلى سموك اجتياز الحدود سراً مساء منتصف