لما زغرد البارود سلاماً لمقدمها كانت ساعة أصيل احمرت الشمس فيها خجلاً منها فبدأت تتوارى إذ أشرقت فوزية
ولكنها قبل أن تمضي انتفضت عن مفاتنها، فهي إذ تتباعد كانت تلوّح للعيون بمنديلها الذهبي توديعاً وتمويجاً لنسمات أصيل من أصائل الربيع كان أسعد أصائله لما حمله الغيب إلى الوجود فوزية
وغمزت الشمس بعينها للأطيار غمزة فإذا هي كلها تشدو أغنيات السعادة والفرح بفوزية
وغمزت الشمس لأزهار غمزة فزهت، وانتعشت ونفثت في الجو من عطرها طيباً، وبعثت من ألوانها حلية وزينة لعيون فوزية. . .
كانت ساعة مباركة على الكون، وعليّ. ومن كان له أن يفرح مثلما كان لي أنا أن أفرح، فها هو ذا شهر مولدي يعود وقد عفا الله عني، أجرى قلم الفاروق عفوه، فوهب له على الربيع فوزية بوركت وبورك مقدمها
كان الشعب يدعو الله - كما كنت أدعوه - أن تكون صبياً تقر به عينا الملك، ولكن حكمة الله شاءت أن توائم بين الوليد وزمن المولد. فهذا الربيع أجدر به أن ينفتح عن زهرة، وهذا الأصيل الجميل كان أجدر به أن ينثر عند مطلعها كل ما أدخره له اليوم من جمال وحسن وروعة
وهذا أقرب إلى طبيعة الصبية
عشت للجمال والفرح والفن يا أميرتي فوزية. . .
إذا تقدمت بك الأيام، وشببت عن الطوق، ورأيت. . . فإنه لن ينطبع في ذهنك إلا كل