تحت هذا العنوان كتب الأستاذ أحمد أمين في مجلة الثقافة رقم ٢٢ بتاريخ ١١ ربيع الآخر سنة ١٣٥٨ - ٣٠ مايو سنة ١٩٣٩ يشرح الدين الصناعي ويحدده
وقد تناوله من ناحيتين: من ناحية ماهيته ومن ناحية أخرى وهي مظهره العملي أو ناحية التدين به
فأما من الناحية الأولى فقد وصفه بأنه (كصناعة النجارة والحياكة يمهر فيها الماهر بالحذق والمران
. . . ويحمل صاحبه على أن يحيا به ويتاجر به ويحتال به
. . . ويحمله على أن يلوي الدين (دين الحق!!!) ليخدم السلطان ويخدم السياسة)
أما مظهره العملي في نظره فهو:(. . . عمامة كبيرة وقباء يلمع وفرجية واسعة الأكمام
. . . هو نحو وصرف وإعراب وكلام وتأويل
و (الشهادة) فيه إعراب جملة وتخريج متن وتفسير شرح وتوجيه حاشية وتصحيح قول مؤلف ورد الاعتراض عليه
وأخيراً هو. . . تحسين علاقة صاحبه بالإنسان لاستدرار رزق أو كسب جاه أو تحصيل مغنم أو دفع مغرم)
وعهدي بكتابة الأستاذ أحمد أمين أن تكون لغاية إيجابية تقصد، وعهدي بأسلوبه في التفكير أن يكون مرتب الفِكرِ يصل بالقارئ إلى تلك الغاية بدون مشقة أو تكلف
قرأت مقال (الدين الصناعي) مرة ثم تكررت القراءة لأقف على الغاية العلمية التي يبغيها الأستاذ الكبير، لأن اتجاهه العلمي في أبحاثه هو الذي حملني على أن أطلب هذه الناحية أولاً فلم أخرج منه بالعناصر التي تكون الطابع العلمي للبحث والتي من بينها بل وأخصها (الاعتبار العام)
فما ذكره على أنه مظهر (الدين الصناعي) ليس له صفة العموم في كل بلد تدين بالإسلامية أو تدين أكثريته به. فا (العمامة الكبيرة والقباء الذي يلمع والفرجية الواسعة الأكمام) ليست