في حين أن تميماً تقول عقر الدار والشهد وربوة بفتح أول الكلمات، والصحف والطرف والمغزل والرجز بكسر أولها ويضم الحجازيون أول الرجز وعقر الدار والشهد وربوة وتضم قيس أول المصحف والمطرف والمغزل.
فنحن كما نرى لا نجد لأي قبيلة طريقة واحدة في أوزان الأفعال وكيفية تمدينها ولا منهجاً مثقفاً في الميل إلى الزيادة أو النقص ولا خطة ثابتة تسلكها في صوغ الكلمات.
أما ما ذكرته سابقاً من الإمالة والتسهيل وتحزهما فذلك من العادة اللغوية التي لا تشذ عن قالبها الجماعة المرتبطة والبيئة المتفقة ولما كان حصر كل الألفاظ التي وردت في المعاجم والكتب منسوبة إلى القبائل مما لا يعنينا على وجه العموم فسأقتصر في الألفاظ على ما جاء في القرآن بقراءاته. ولست أزعم أنني قد حققت جميع ألفاظه؛ إذ أن كثيراً من الكلمات لم تنسب إلى قبائلها مع أن فيها لغات مختلفة تجعلها متغايرة الأوزان. ولما كنت قد أخذت على نفسي أن أذكر ما لكل قبيلة من لهجة كان لها أثر في القراءات أو اللغة ونحوها وصرفها فإني أكمل أولاً ما اختلفت فيه قبيلة تميم من جهة النحو والصرف ولو لم يكن له أثر في القراءات.
(١) تنوين الترنم:
يقسم النحاة التنوين إلى (أ) تنوين التمكين. وهو اللاحق الأسماء المعربة. (ب) تنوين التنكير وهو اللاحق الأسماء المبنية. (ج) تنوين المقابلة وهو اللاحق لجمع المؤنث السالم. (د) تنوين العوض وهو اللاحق للأسماء المنقوصة. (هـ) تنوين الترنم وهو يلحق أواخر القوافي المطلقة التي في آخرها حركة. وهذا التنوين في لغة تميم وقيس تلحقانه للمحلى بأل وبالفعل سواء كان ماضياً أم مضارعاً وبالضمير وبالحرف. والاصطلاح على أن اسمه الترنم مخالف لأثره الناشئ عنه إذ أنه في الواقع يقطع ترنم المنشد حين يشبع الحركة بما يجانسها من حروف العلة فينطق بنون ساكنة تصحب الحركة القصيرة ولهذا سماه بعضهم تنوين قطع الترنم ومن شواهده التي تروى لاحقاً للمحلى بأل والفعل قوله:
أقلي اللوم عاذل والعتابن ... وقولي إن أصبت لقد أصابن
ولاحقاً بالحرف قوله:
أزف الترحل غير أن ركابنا ... لما نزل برحالنا وكأن قدن