هذا وسماه صاحب الإتقان تنوين الفواصل إذا كان في القرآن وخرجوا عليه قول الله تعالى (وأكواب كانت قواريرا) قال الزمخشري وهذا التنوين بدل من ألف الإطلاق لأنه فاصلة.
وكذلك قال في قراءة من قرأ (سلاسلاً) بالتنوين: إنه بدل من حرف الإطلاق أجرى الفواصل مجرى أبيات الشعر حيث يدخل التنوين في القوافي المطلقة إشعاراً بترك الترنم كما قال الراجز (يا صاح ما هاج للدموع الذرمن).
وقرأ أبو الدينار الأعرابي (والفجر. . . والوتر. . . يسر) بالتنوين في الثلاثة. قال ابن خالويه: هذا كما روي عن بعض العرب أنه وقف على آخر القوافي بالتنوين وإن كان فعلاً وإن كان اسماً فيه ألف ولام.
(٢) لغة تميم إهمال (ليس) إذا اقترنت بها (إلا) كقولهم: ليس ملاك الأمر إلا طاعة الله برفع طاعة والحجازيون ينصبونها. قال الأصمعي: جاء عيسى بن عمر الثقفي ونحن عند أبي عمرو بن العلاء فقال يا أبا عمر ما شيء بلغني عنك تجيزه! قال وما هو؟ قال بلغني أنك تجيز (ليس الطيب إلا المسك) بالرفع قال أبو عمر ونمت يا عيسى وأدلج الناس ليس في الأرض حجازي إلا وهو ينصب ولا في الأرض تميمي إلا وهو يرفع ثم قال أبو عمر وقم يا يحيى يعني اليزيدي وأنت يا خلف، يعني خلفاً الأحمر، فاذهبا إلى أبي المهدي فلقناه الرفع فإنه لا يرفع واذهبا إلى أبي المنتجع فلقناه النصب فإنه لا ينصب فذهبا فأتيا أبا المهدي فلقناه الرفع فلم يرفع وقال: ليس هذا لحني ولا لحن قومي، ثم أتيا أبا المنتجع فلقناه النصب وجهدا به فلم ينصب وأبى إلا الرفع. فأتيا أبا عمرو وأخبراه فأخرج عيسى بن عمر خاتمه من يده وقال. ولك الخاتم هذا والله فقت الناس.
(٣) كم الخبرية: تمييز كم الخبرية واجب الخفض ويكون مفرداً ومجموعاً إلا أن التميميين يجيزون نصب تمييزها إذا كان مفرداً وقد جاء في رواية لبيت الفرزدق:
كم عمة لك يا جرير وخالة ... فدعاه قد حلبت على عشارى
بنصب عمة إلى أنها تمييز لكم الخبرية على لغة التميميين، وقيل إن كم هنا استفهام تهكمي. واستعملت كم في القرآن بأن يقترن تمييزها بحرف الجر (من)، (وكم من ملك) أو يتصل الفعل بها مباشراً (كم تركوا من جنات وعيون).