للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>

هذه هي الحقيقة التي طمست معالم الجامعة العربية.

الجامعة العربية صارت في خبر كان، والزائل لا يرمم، والذي مات لا يقوم من الموت قبل يوم الحشر. نحن الآن في حاجة إلى جامعة عربية جديدة توجد مادة وروحاً وقوة.

الجامعة لا تكون باجتماع وفود من الدول العربية تحت رئاسة أمين عام. ما هذه جامعة. هذه جمعية لا تمثل إلا الأشخاص المجتمعين فيها. الجامعة العربية ليست الجماعة التي لا تمثل إلا أشخاصها ولا التي تمثل الدول التي أرسلتها. الجامعة العربية هي التي تمثل الأمم العربية أنفسها تمثيلاً حقيقياً بمعنى أن يجوز لكل فرد عربي أن يقول إني ممثل شخصياً في جامعة العرب (لا حكومتي بل أنا شخصياً).

الجامعة العربية الحقيقية هي التي تجمع أفراداً عرباً ينتخبهم العرب لا التي توفدهم دولهم كما حدث في الجامعة الحالية التي حبطت وأمحى ظلها.

الجامعة العربية الحقيقية هي برلمان عربي أعلى والنواب فيه يمثلون الأفراد العرب كل نائب يمثل مليوناً أو نصف مليون. ينتخبه أفراد العرب من مثقفين أكفاء خبيرين لا من ذوي الأملاك أو ذوي الثروات.

ويكون لهذا البرلمان (الجامعة العربية) السلطة العليا الدفاعية على جميع الدول العربية المشتركة فيه. وليس للدولة مهما كانت عظيمة وقوية سلطة على هذا البرلمان أو الجمعية.

يقتصر اختصاص هذا البرلمان على الإدارة الدفاعية عن جميع الدول العربية. ولهذا يجب أن تنتقل قوة الدفاع الجندية من أيدي الدول إلى يد هذا البرلمان. ولا يبقى للدولة من القوى الجندية سوى قوة البوليس وقوة الجندية (المليشيا) المحدودة اللازمة لحفظ الأمن في الدولة.

بناء على هذا يجب أن يكون تحت أمر البرلمان الدولي العربي المذكور لا أقل من ربع مليون جندي وإذا لزم الأمر فنصف مليون أو أكثر حسب اللزوم. تؤخذ هذه الجنود من الأمم العربية بالنسبة العددية المعلومة.

ثم هذا البرلمان يجبي من جميع الدول بنسبة عدد السكان المال اللازم للدفاع عن وجوهه بحيث لا يقل عن مائتي مليون جنيه. وإذا لزم أكثر فأكثر يجبيها هذا البرلمان من جميع الأمم العربية من غير اعتراض ولا تمنع أو نقاش. هذا المال هو حق للدفاع عن الأمم العربية قاطبة وهو واجب على هذه الأمم.

<<  <  ج:
ص:  >  >>