ظاهراً في محيطنا الدولي الآن سوى نظامين قويين هما الديمقراطية والشيوعية. وانقسمت تبعاً لذلك دول العالم إلى معسكرين متقابلين يتقاسمان النظر في المسائل الدولية. وخلاصة القول أن مصير العالم الآن تتنازعه كتلتان: الكتلة الشرقية ومقاليدها بيد روسيا والكتلة الغربية وعلى رأسها الولايات المتحدة. . ويقف الميثاق بينهما. . فإذا ما أراد أحد الطرفين أن يأخذ بتطبيق نص في الميثاق لم ينس أن هناك في الجانب الآخر غريمه يتربص به الدوائر الأمر الذي جعل نظرات كل من الطرفين في تفسير الميثاق مغرضة لا تتواءم مع التفسير الصحيح بقدر ما هي مشبعة بالحذر والشك من الطرف الآخر.
ففي مسألة إيران قامت الكتلة الغربية بتطبيق مبادئ الميثاق خير تطبيق. فقالت: إن وجود جنود دولة أجنبية في أراضي دولة عضو في الهيئة مما يخل بمبدأ المساواة في السيادة المنصوص عليه بين الدول. وقال مستر بيفن في أثناء نظر المسألة أمام مجلس الأمن:
(إن الحكومة البريطانية لتأسف لأي اتفاق يبدو كأنه قد انتزع من الحكومة الإيرانية كرهاً في وقت كانت فيه الحكومة السوفيتية لا زالت تحتل جزءاً من الأراضي الإيرانية فإنه لم يكن مستساغاً أن تجري مفاوضات بين دولة عظمى ودولة صغيرة أو أن يشرع فيها أو أن تسعى فيها دولة عظمى في الحصول على مزايا من دولة صغيرة متوسلة في ذلك باحتلال أراضي هذه الدولة احتلالا عسكرياً).