للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>

ظهور امرأة جديدة تكون على حد قوله: (شقيقة الرجل، شريكة الزوج، مهذبة النوع، مربية الأولاد)

ولعل الصورة المثلى التي كان يتخيلها (قاسم أمين) ويريدها للمرأة المصرية تجعل للنساء كما كان يكتب ويقول:

- رأياً في الأعمال. فكراً في المشارب، ذوقاً في الفنون، قدماً في المنافع، مقاماً في الاعتقادات الدينية، فضيلة وشعوراً في الوطنية.

وكان يعتقد أن المرأة قد تسمو إلى ما ينشده لها من المكانة لو كملت تربية النساء على مقتضى الدين، وقواعد الأدب، ووقف بالحجاب عند الحد المعروف في أغلب المذاهب الإسلامية.

ومن حق المتأمل أن يجد فيما كان ينشده ذلك المصلح الكبير صورة للمرأة العاملة الجادة الشريفة الكريمة، وليست صورة المستهترة العابثة في مهازل العيش وترهات المجتمع، وأن الاختلاط الذي كان يدعو إليه بين المرأة والرجل إنما هو ذلك الاختلاط البريء من مثيرات المفاسد، وتدعو إليه مقتضيات الحياة النزيهة المثمرة، وأن ما كان ينادي به قاسم من الحرية إنما هي الحرية التي تعين على الخير، وليست تلك التي تركب للشرور ولآثام. على أن قاسماً كان شأنه في دعوته لمثله الأعلى شأن كل مصلح تلك فؤاده ولبه المثل الذي كان يدعو إليه، فكان اهتمامه لتحقيق دعوته أشغل لفكره، وأصرف لنفسه عن الاشتغال بالبحث في مختلف الوسائل التي تقي أغراضه الصالحة من الانحراف.

لقاء الدعوة

وجد قاسم أمين حين دعا دعوته للمرأة المصرية من أيدوه ومن عارضوه، ومن حذروه سوء العقبى إذا لم تتخذ الحكمة وأسباب الاحتياط.

فأما الذين أيدوه فكانوا ممن يعتقدون أن نهضات الأمم وعظمتها تفتقر إلى مسعى الرجال ومسعى النساء، ورقي الرجال ورقي النساء، ويكون ذلك بإشاعة التربية والتعليم ونشر الحرية بين أفراد الأمة جميعاً.

وأما من عارضوه فكانوا ممن يعز عليهم أن يتغير ما ألفوه في حياتهم من عادات راسخة ضيعت على المرأة الكثير من حقوقها في الحرية والتعليم، وكانوا من المستضعفين لضغط

<<  <  ج:
ص:  >  >>