من الآفات، ومسايرة القافلة الإنسانية في تنقلها السريع.
وإلا فما قيمة تلك النتائج التي أحرزها الشعب في جهاده الطويل، إذا لم يكن هذا الشعب قد تهيأ للانتفاع بها على الصورة التي تبدو فيها آثار التطور واضحة ملموسة؟
وما قيمة تلك المبادئ التي كفل بها الدستور الحقوق والحريات، إذا كان الشعب عاجزاً عن تمثل هذه المبادئ وتطبيقها في حياته الفردية والاجتماعية؟
إننا بهذا الاتجاه السديد في فهم رسالة التعليم الإلزامي، نستطيع أن نتبين السر فيما نشكوه من العيوب في نواحي السياسة العامة. ونستطيع أن نعلل الفشل الذي يلازم أكثر مشروعات الإصلاح في هذه البلاد، لأن هذه المشروعات لم يسبقها إعداد التربة الصالحة لنموها وازدهارها، وإيجاد الأيدي الشعبية القوية التي تقوم على تحقيق هذه المشروعات تلك هي رسالة التعليم الإلزامي في مصر، مستمدة من روح الدستور الذي وضع للمواطن المصري أرقى مبادئ السياسة والتشريع، ومستلهمة من حاضر هذا الوطن المفتقر إلى كل إصلاح، المشرئب إلى مستقبل وثيق الصلة بماضيه المجيد