خطير النفوذ يطلب أن تحل مشكلة برلين على حساب الشعب الألماني أن يبني خط الدفاع العسكري في فرنسا وراء مناجم الرور وفحمه! ويسوى خلاف أمريكا وروسيا، بأن ينسحب الطرفان ويترك الشعب الألماني لمقدراته، ببؤسه وحطامه ليبيد! ولزيادة التعريف بليمان هذا أقول إنه وضع مشروعاً لحل قضية فلسطين قبل أن يضع تقريره برنادوت بأربعة أشهر، ومشروع برنادوت صورة فوتوغرافية لمشروع ليمان!
ومن قبل والترليمان هذا شرع يهودي أمريكي آخر، هو هنري موجنتاو عندما كان وزيراً للمالية بواشنطون زمن الحرب وبعد انتهائها، يمحو مقومات الثقافة والاقتصاد والكيان الحيوي لألمانيا بواسطة مشروع جهنمي أكتشف الأمريكان خطورته قبل أن يتم تحقيقه فأقيل موجنتاو، وهو الآن يدير المجهود الحربي ليهود فلسطين في أمريكا.
ومن وجهة النظر الأمريكية البحتة فإن إحياء ألمانيا ضرورة لازمة.
ما الذي يفيده الشرق العربي من هذه الصورة اليهودية الخطيرة؟
الجواب يفيده في مراقبة تسرب النفوذ اليهودي في ألسنة الرأي العام والتوجيه الصحفي والثقافي في العالم العربي؛ فحركة (الكاتب المصري) يجب ألا تكرر، وديكتاتورية السينما والإعلانات اليهودية والأنباء الخارجية، وتمكن اليهود في النفوذ الاقتصادي العربي يجب أن يوقف بأي ثمن. إن هذا النفوذ هو الذي أعمى الأمريكان والروس معاً، ومعهم عشرات الدول الأوربية عن مأساة العرب في فلسطين، وعن مأساتهم في السودان ومراكش والجزائر وتونس. كتبت جريدة (الجويش كرونكيل) اليهودية في لندن تقول إن يهود شمالي أفريقيا يعتقدون بأن كيانهم مرتبط بالاتحاد الفرنسي، أمام بعبع الجامعة العربية!
وفي عالم مضطرب، وفي شرق يحاول بناء حضارة ومجد أصيل، يجب أن يعلم أن اليهودية العالمية تشكل أخطر ما يواجهه من شرور. إنه خطر تكرر في أجيال سابقة وثقافات سابقة وفي التاريخ لنا عبرة.