حفلة استقبال كل أسبوع. ثم اقترحت أن يزال الجدار الحاجز بين البهو والردهة ليكون منهما مرقص متى أريد الرقص ومقصف متى أريد القصف؛ وأنم يقلع الشجر المثمر في الحديقة لينشأ على مكانه ملعب للتنس وحوض للسباحة. وكان المطلب الأخير ألا يدخل البيت ريفيون من أقارب الزوج ولا فلاحون من رجال العزبة. فلم يستطع الزوج معها صبراً، ولم يجد أبوه لترويضها حيلة، فكان الفراق وكانت الفضيحة!!
فلما سمعت جارتاي الخبر وكانتا على علم به من قبل، قالتا بلسان واحد:(المودرنة للمودرن والقديمة للقديم! والمخطئ هو الذي ينزل في غير أهله، ويقع على غير شكله!).
ثم تركنا القوم على الحادث والحديث بما يشاءون، وانتقلنا إلى مائدة الشاي ثم عدنا حيث كنا. وعادت جارتي اليسرى إلى حديث التقيد والانطلاق، وكانت جارتي الأخرى قد فتحت محفظتها وأخرجت منها قلم الروج أو الإصبع الأحمر وأخذت تجدد به صبغة شفتيها، ثم أعادته وأخرجت سيكارة إنجليزية وأشعلتها، وقطعت صاحبتها الحديث وفعلت فعلتها. ثم لحظتا بعض الهنوات على زينة المدعوات وأزيائهن، وتبادلتا بعض الغمزات على كلام المتحدثات وآرائهن. ثم أقبلتا علي تستأنفان ما كنا نخوض فيه من الحديث فوجدتاني شارد اللب مطرق الرأس مطبق الجفنين كأنما أخذتني فترة النعاس، فقالتا لي: ماذا عراك؟ فقلت لهما: ذكرى بعثها في الخاطر هذا الأحمر على شفتيكما وخديكما! فقالتا: أنعم بذكرى تظفرنا منك بحديث، وتمتعنا بلذة الموازنة بين القديم والحديث. . .