وسلم في مدح الشتاء منها قوله عليه السلام: الشتاء ربيع المؤمن، قصر نهاره فصامه، وطال ليله فقامه.
وكانوا لشدة البرد يكثرون من الذهاب إلى الحمامات العامة التي كانوا يسمونها (بيت النار) وقد وصفها الأدباء شعرا ونثرا وأتوا في ذلك بالمعاني الطريفة والصور اللطيفة كما سنرى في غير هذا المقال. وكان للأغنياء حماماتهم الخاصة، يدعون إليها المقربين لديهم من الأدباء، ويقضون فيها وقتا طويلا متجردين من برقع الحياء
وفي الليل يلتفون حول المواقد، ويتناشدون الأشعار، ويستمعون إلى القصص والحكايات والملح والنوادر ويتنافسون في نظم المقطوعات التي تتناول وصف المواقد وما فيها من جمر أحمر يعلوه الرماد، وما يتصاعد منها من لهب.
فإذا انتهى الشتاء وولى، وأقبل الربيع فرح الناس واستبشروا بانقشاع تلك الغمة وذهاب تلك الشدة. وفي برد العجوز التي هي نهاية الشتاء يقوا أحدهم: