وقبل أن نشرع منذ المقال التالي في تحليل هذا الكتاب لابن رشد، أريدك أن تلم بتاريخ حياته إلماماً كافيا، تعرف معه تاريخ مولده ووفاته والقرن الذي عاش فيه من التاريخيين الهجري والميلادي، ثم مكانة قرطبة التي ولد فيها وتفلسف وما تقلبت فيه من عز وذل والتاريخ العام لدولة الأندلس وما تعاقب عليها من الحكام - منذ فتحها عبد الرحمن الداخل الأموي (٣٨هـ) - من أمويين فمرابطين فموحدين - وخصائص كل عصر من حيث الاهتمام بالعلم وتشجيع الأدب والفلسفة - وأخيراً حياة الفيلسوف ونشأته ودراسته ومصنفاته والجانب المزدوج في مهمته الفلسفية الذي عرض فيه للحكمة الأرسطية والشريعة الإسلامية فأحسن التوفيق بينهما،