للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>

بحياة الفيلسوف وعصره ومذهبه، ولابد أن ترجعوا إليه وتعولوا على ما جاء فيه من دراسة هي مزيج مهضوم في عقل صاحبه من مختلف الآراء العربية والغربية لابن رشد ومذهبه. ففيه مادة صالحة طيبة. أرجعوا كذلك إلى كتاب قديم للأستاذ فرح أنطون عن، ابن رشد ومذهبه. ففيه مادة صالحة طيبة وافية بالغرض، وكذلك باب ابن رشد من كتاب فلاسفة الإسلام للأستاذ محمد لطفي جمعه المحامي.

سوف يعفيكم الكتاب المطلوب إليكم دراسته من تعرف ابن رشد في دوره الأهم الذي أتحدث عنه حتى الآن؛ وكما يفهمه المؤرخون الأوربيون، لأنه يعالج فلسفة إسلامية خالصة موضوعها التوحيد أو علم الكلام، وهو ما كان ابن رشد يصطنعه للرد على الغزالي وأضرابه ممن كفروا فلاسفة المشرق كابن سينا في قولهم بأن الله يعلم الكليات دون الجزئيات وغير ذلك من المسائل الدينية التي كانت محل خلاف. ومن هذه الردود ما جعله ابن رشد مباشراً يتناول فيه قول الخصم ثم يتولى إدحاضه ككتاب تهافت التهافت الذي رد فيه على (تهافت الفلاسفة) للغزالي، ومنها ما هو غير مباشر تظهر فيه براعة ابن رشد في عرض عقائد الملة وأمور الدين عرضاً لا تتنافى فيه الفلسفة والدين كهذا الكتاب. وفي عناوين هذه الكتب ذاتها دليل على ما نريد أن نبين من طبيعتها. ففي المجموعة التي بين أيديكم كتابان: فصل المقال فيما بين الحكمة والشريعة من الاتصال - وهو كتاب قيم له أهميته ودلالته من حيث ما يعرض له - وهو كفيل بأن يرد إلى الصواب أولئك الذين يخشون تعارض الفلسفة والدين، إذ هو يقنعهم أن لا تعارض، بل محبة وتقارب. ولا يخرج القارئ منه إلا وقد آمن أن الفلسفة فرض واجب كبقية الفروض. فرض عين لا فرض كفاية. والكتاب الثاني في (الكشف عن مناهج الأدلة في عقائد الملة). وفيه يعرض الفيلسوف وقد بين من أمر توافق الفلسفة والدين في الكتاب السابق ما بين - يعرض لمناقشة مختلف المناهج التي بها تقوم الأدلة الصحيحة على كثير من عقائدنا الدينية الإسلامية كوجود الله وتوحيده وبقية صفاته الثبوتية والسلبية: تلك التي تنسب له صفات إيجابية كالعلم والقدرة والسمع والبصر والكلام، والتي تنفي عنه صفات سلبية كالجهل والعجز والصمم والعمى والبكم. . . ثم مشكلة إرسال الرسل أو النبوة والتدليل على معقوليتها؛ وأخيراً مشكلة العالم الآخر التي تقوم بها الأديان.

<<  <  ج:
ص:  >  >>