للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>

علم الكلام، رسائل وكتباً كهذا الكتاب الذي تدرسونه.

على أن التقدير الذي يحظى به ابن رشد لدى مؤرخي الفلسفة القربيين ربما كان أكثر منه عند مؤرخينا. فهم ينظرون إليه كما قلت بوصفه همزة الوصل ونقطة التحول التي عن طريقها تم انتقال الفلسفة إلى أوربا ثانية على يد فلاسفة المسلمين. واليهود ولعله بهذا وحده يمكن أن يكون للفلسفة الإسلامية مكانها بوصفها حلقة ضرورية في تاريخ الفلسفة المتصل، وللعرب شأنهم بوصفهم حملة هذه المشاعل ونقله هذا التراث، والأمناء على نتاج هذا الفكر الإنساني أخذوه عن مصادره الأولى وتعدوه بالتخير والإنتاج حتى أوصلوه إلى أهله كاملاً غير منقوص، وحسب الفلسفة من فلسفات العصر الوسيط أن تقوم بهذا الدور، فان بعضها لم يبلغه - لكي تعد ذات رسالة، والفضل هنا إذن لابن رشد.

لقد كتب اثنان من كبار الفلاسفة الفرنسيين المستشرقين كتابين هامين كبيرين في ابن رشد (وهم يسمونه ويجعلون له مذهباً يسمونه أحدهما ليون جوتليه والآخر إرنست رينان تناوله موتك في كتابه عن فلاسفة اليهود والعرب، والبارون كارادي فو في كتابه مفكروا الإسلام وإن لم يفرد له كتاباً خاصاً فيما بعد كما فعل بالغزالي وابن سينا، وكذلك الفيلسوف الهولندي دي بور في تاريخه لفلسفة الإسلام. وفي هذه المراجع وكتابات كثيرين من المستشرقين الألمان خصوصاً ودوائر المعارف الإسلامية وتاريخ الأدب العربي لبروكلمان وغيرها نلمس التقدير الكبير الذي يتمتع به ابن رشد عند هؤلاء المؤرخين والمنصفين مبلغهم من العلم به وبفلسفته ضئيل ومن هذه المؤلفات ما هو مترجم إلى العربية تستطيع أن ترجع إليه ككتاب العلامة دي بور المشار إليه، ترجمة الأستاذ الدكتور محمد عبد الهادي أبو ريدة مدرس الفلسفة الإسلامية في كلية الآداب ترجمة علمية دقيقة مزودة بالتعليقات والمراجع كذلك تجدون مادة ابن رشد في إحدى مجلدات دائرة المعارف الإسلامية التي ظهرت ترجمتها العربية فعلا للأستاذ عبد الحميد يونس وزملائه الثلاثة.

أما المؤلفات العربية في ابن رشد فأهمها: كتاب في مجموعة أعلام الإسلام (العدد ١١ فبراير ١٩٤٥) التي تنشرها لجنة الترجمة دائرة المعارف الإسلامية السابقة الذكر عند عيسى الحلبي - هذا الكتاب هو: أبن رشد الفيلسوف للأستاذ الدكتور محمد يوسف موسى أستاذ الفلسفة الإسلامية بكلية أصول الدين بالأزهر، وهو على سهولته وتبسيطه كتاب واف

<<  <  ج:
ص:  >  >>