للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>

مدارها الرحب القصي، لا أبصر في كل

مكان غير الفراغ والخلو! لا حاجة لي إلى من

تظله السماء، ولا رغبة فيما تنيره الشمس!

ولكن من وراء هذا الفلك الدائر

وهذه الشمس الساطعة أمكنة أخرى

تسطع فيها الشمس الحقيقية! فلو أتيح

لنفسي أن تخلص من قفصها لرأت في تلك

السموات حبيبها الذي طالما بكت عليه،

وحنت إليه!

هنالك انتشى من رحيق الغبطة،

وأظفر بالأمل والمحبة، وأنعم بما تاقت إليه

نفسي من مُتَع لا تمر على سمع ولا تدور بخلد

ما أعجزني أن أطير إليك وأنا مثقل

بقيود المادة، خاضع لجاذبية الأرض!!

وليت شعري لماذا قضى الله أن أبقي إلى

الآن في أرض المنفى وما تربطني بها رابطة،

ولا تصلني بأهلها صلة!!

إذا ما ذوت الأوراق في المرج،

وأسقطها قر الخريف في الوادي، هبت

عليها الشمال فذهبت بها أباديد! وأنا بهذه

الأوراق الذابلة أشبه! فاحمليني أيتها الريح

كما حملتها، وانثريني في وجوه الفضاء كما

نثرتها، فما بعد الصباح إلا المساء، وما بعد

اليأس والوحدة إلا الفناء!

الزيات

<<  <  ج:
ص:  >  >>