وفي ٦ نوفمبر بدأ مجلس العموم الجديد جلساته وألقى خطاب العرش الذي جاء فيه:(إن حكومتي تعد ما عمدت إليه الحكومة المصرية من إلغاء معاهدة التحالف المبرمة في عام١٩٣٦ واتفاقيتي الحكم الثنائي في السودان المعقودين ١٨٩٩ أمرا غير مشروع ولا يجيزه القانون) ولسنا ندري أي قانون أباح لإنجليز أن تحتل مصر؛ وأن تفصم الوحدة الطبيعية بيد مصر والسودان، وأن تحكم السودان على رغم إرادة أهله
وألمح إلى أن بريطانيا إذا دعا الأمر إلى ذلك للبقاء في منطقة القنال، وأشار إلى أنها (ستحفظ بموقفها في منطقة قناة السويس طبقا لنصوص معاهدة ١٩٣٦ وتؤمن سلامة هذا الطريق الدولي دون أن تستخدم القوة أكثر من اللازم.) وبهذا يهدد تشرشل باستخدام القوة ضد مصر لأنها تطلب حريتها وإنهاء احتلال أراضيها، ولسنا ندري هل غاب عن تشرشل الماكر العجوز أن مصر قد فكرت قبل إلغاء المعاهدة وقدرت أنها مقبلة على فترة من فترات الجهاد الشاق والنضال العنيف!! وأنها ستتعرض لتهديد إنجلترا وربما لتهديد أمريكا وفرنسا أيضا!! وهل يعتقد تشرشل أن الإنجليز سيخرجون من مصر دون نضال ودون تضحية!! ليعلم تشرشل أن مصر قد فكرت وقدرت وأنها قد آثرت الجهاد والنضال في سبيل الحرية على الحياة والعبودية. . فليهدد كما يشاء فمصر قد وقفت صفا واحدا تدافع عن حريتها ووحدتها. . ولن يرهبها تهديده أو يخيفها وعيده
هيئة الأمم ومؤتمر السلام:
وفي ٦ نوفمبر اجتمع أعضاء مجلس السلام في جميع أنحاء العالم في فينا عاصمة النمسا، وألقى كامل البنداوي باشا خطابا مستفيضا عن مصر وعن موقفها من الدول الاستعمارية استهله بقوله (إن مصر قد بدأت مرحلة جديدة في تاريخها. . ذلك أنها فرغت من عهد التوقيع والإمضاء وبدأت القتال والكفاح. إن الشعب الآن يريق دمه في سبيل الحرية غير متردد ولا يهاب، كل ذلك من أجل الحرية ومن أجل السلام العالمي.)
وقال:(إن هذه الحوادث الدامية التي تجري في مصر ستكون نقطة تحول في التاريخ) واختتم الخطاب قائلا: (سيكون لهذا الصراع ضد الإنجليز والانتصار عليهم نتائج بعيدة المدى) وقد خطبت السيدة سيزا نبراوي في المؤتمر. ونددت بالأعمال الوحشية التي تقوم بها بريطانيا في مصر. . وتحدثت عن أعمال البطولة التي يقوم بها عمال الموانئ الذين