أضربوا عن التعاون مع الإنجليز وأعلنت أن وجود القوات البريطانية ضد إرادة الشعب المصري يهدد السلام العالمي
وتحدث مندوب الاتحاد السوفييتي فطالب بضرورة تأييد مصر واتخاذ قرارات إيجابية لشد أزر الشعب المصري في كفاحه ضد الاستعمار، وأن الاتحاد السوفييتي يؤيد مصر تمام التأييد في كفاحها ضد الغاصب وصراعها من أجل الحرية
وفي ٧ نوفمبر أصدر المؤتمر قرارا يدعو بريطانيا إلى سحب قواتها من مصر والسودان فورا لكي يتسني تقرير مصيرهما بحرية تامة، وقرر إيفاد وفد لهيئة الأمم المتحدة لمطالبتها بتوحيد الاهتمام إلى ما يتعرض له المسلم من تهديد بسبب وجود قوات أجنبية في مصر والسودان
وفي باريس اجتمعت الجمعية العامة لهيئة الأمم المتحدة في ٦ نوفمبر وحضر الاجتماع وفد مصر برياسة الوطني العظيم الدكتور محمد صلاح الدين باشا، وكذلك حضر الوفد البريطاني برياسة المستر إيدن وزير خارجية بريطانيا، وبدأ صلاح الدين نشاطه فأرسل إلى السكرتير العام للأمم المتحدة مذكرة ندد فيها بالأعمال الوحشية التي تقوم بها القوات البريطانية في مصر، وأعلن ثقته من أن الضمير العالمي وشعوب الأمم المتحدة ستقف إلى جانب مصر وشعبها في كفاحها في سبيل الحق والحرية، وفي سبيل السلام العالمي. وهكذا بدأ النضال بين مصر وبريطانيا في أروقة هيئة الأمم
لا مناقشة:
لجأت بريطانيا إلى التهديد باستخدام العنف والقسوة إذا لم يكف زعماء مصر عن نشاطاتهم، وفي ٦ مارس سنة ١٩١٩ استدعى قائد القوات البريطانية زعماء الوفد وأعضاءه وأنذرهم (أن أي عمل منكم يرمي إلى عرقلة سير الإدارة يجعلكم عرضة إلى المعاملة الشديدة بمقتضى الأحكام العرفية)
لقد دار بخلد الإنجليز ١٩١٩ كما يدور بخلدهم الآن أن التهديد باستخدام القوة كفيل بالقضاء على الروح الوطنية في وادي النيل، وكفيل بإيقاع الرعب في قلوب المصريين مما يقضي على حركتهم وآمالهم، ولكن خاب أملهم، ففي ١٩١٩ واجهوا شعبا يقف صفا واحدا خلف زعمائه، فلما هددوا سعدا وزملاءه لم يجبن سعد ولم يجبن زملاءه وقابلوا الإنذار بعدم