(أمم. . . إذا كنت لا ترضى بي عروساً بعد الذي جرى فاختر لك من هؤلاء الحسان زوجاً تليق بك!)
فوقع كلام زين وقع الصاعقة على مم، لأنه اعتقد أن زين قد نفرت منه فلا تريده بعلاً لها. . . فخرجت حينئذ من أنفه نقطة دم واحدة، وسقط جثة هامدة!
أما زين، فرجعت في موكب العذارى خائبة كئيبة ونفسها حزينة حتى الموت. . . وبعد مدة قصيرة توفيت هي أيضاً هماً وكمداً على فراق حبيبها، وأوصت بدفنها في البقعة التي دفن فيها مم!
بعد أربعين يوماً خرج الأمراء (جكو) و (حسو) و (قره تاج الدين) ومعهم وزيرهم (بكو عوان) إلى الصيد والقنص على سابق عادتهم. وفي أثناء الصيد مرت الخيل بفرسانها بالقرب من البقعة المدفون فيها جثمان العاشقين فغارت قائمة جواد (جكو) في حفرة وكان (بكو عوان) راكباً إلى جانبه. فنظر الأمير إلى الحفرة فوجدها ضريح (مم) ووجد جثة (زين) ممددة بجانب جثة (مم) وقد تعانق الحبيبان. فقال (بكو عوان) للأمير:
(أنظر تر هذين العاشقين الخبيثين لا يزالان يرتكبان المنكر حتى في مماتهما!)
فاستشاط الأمير غيظاً من هذا الكلام المنكر واستل سيفه وضرب عنق (بكو عوان) وقال وهو ينهال عليه ضرباً:
(أذهب إلى حيث ألقت، أيها اللعين! ألا ترى أن الله يجمع ما يفرقه الإنسان الخبيث مثلك؟)
فسقط (بكو عوان) ميتاً في تلك البقعة فدفن في مكان بعيد عنها، إلا أن تلك البقعة المقدسة ظلت ملوثة بدمه النجس. وبعد مدة زار الأخوة تلك البقعة فرأوا زهرة جميلة عطرة نابتة على قبر كل من العاشقين وقد برز بين الزهرتين الجميلتين شوكة قبيحة سامة أنبتها دم (بكو عوان)
وإلى اليوم يزور العشاق مرقد ذينك الحبيبين ليمطروا ثراه بالرحمات الواسعة