يقبله الجمهور المصري الذي لا حجاب بينه وبين الأفلام الأجنبية الكبرى التي ينفق عليها من الأموال ما لا يكاد يصدَّق، ولا عذر للسيدة ملك في قبولها الظهور في شريط كهذا من المحقق أنها كانت - قبل قبولها الاشتراك فيه - تعلم موضوع قصته وتعلم أنه سوف يخرج في مراعاة تامة للظروف المالية الشديدة
أما تسجيل الأصوات فكان فضيحة مستقلة؟ وأما التمثيل فقد كان عاراً يتحرك على الستار. وأما الأضواء فقد كانت قذى في عيون الجمهور. وأما المناظر فقد كانت عنواناً في فشل مهندسها.
وأما الإخراج فقد كان الشيء الوحيد الذي يمكن السكوت عليه!
وبعد، فهل رأى القارئ اثنين من حوذية العربات (الكارو) يشربان الويسكي في شرفة (الكونتننتال)؟ هذا هو موضع هذين الشريطين بين الأشرطة الأجنبية الهائلة التي ظهرت في هذا الموسم
الإخراج. . . الإخراج. . .
وبهذه المناسبة لا نجد مندوحة عن الإشارة إلى فوضى الإخراج السينمائي في مصر. . . والواقع أن أصحاب الأفلام يحاربون بين نارين: فأستوديو مصر على فداحة أجره، يفرض لوناً من الديكتاتورية منقطع النظير. إذ يفرض ممثلين بأسمائهم لا يجد أصحاب الأفلام بداً من قبولهم على مضض! والاستوديوهات الأخرى وأصحابها من اليهود، على قلة استعدادها ورداءة آلاتها، تفرض مثل هذه الديكتاتورية في إسناد الأدوار إلى الممثلين من ذوي الأسماء المعروفة في غير نظر إلى التناسق بين طبيعة الممثل وطبيعة الدور الذي يلعبه في الشريط. يضاف إلى ذلك المعاملة المالية المنقطعة النظير في الرداءة والجشع
لماذا لا تؤسس الحكومة (أستوديو) تؤجره لأصحاب الأفلام وتسند إدارته إلى خبراء فنيين من شبابنا ذوي الثقافة السينمائية الممتازة؛ وهم كثيرون بحمد الله!؟
الأوبريت في الفرقة القومية
أشرنا في كلمة عابرة منذ أسبوعين إلى استعداد الفرقة القومية لإخراج رواية القضاء والقدر، وهي من نوع الأوبريت الذي ليس لهذه الفرقة عهد به.