للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>

فهناك إذاً خصائص نفسية نسوية وخصائص نفسية رجولية تمضي بهما إلى غايتيهما؛ ولكن لا بد من التساؤل عما إذا كانت هذه الخصائص المتباينة لها من المزايا ما يساعد على التعليم المختلط أم أنها تقف دونه؟

كثير من علماء النفس يعتمد أن هذه التباين في الخصائص مما يساعد على التعليم مساعدة قوية فعالة، فالفتيات والفتيان ما كان كل منهما ليكتسب مزايا وفضائل الآخر التي يفتقر إليها لو لم تمهد أمامه سبل الاختلاط سواء في المعاهد أو في المجتمعات. ويرى الدكتور أن مراتب التفكير في الرجل هي غيرها في المرأة، والتعليم المختلط يحمل كليهما على الاقتباس عن الآخر ما تحتاج إليه الحياة وما تتطلبه منه البيئة، وبالتالي فإن أفق تفكيرهما ينبسط ويمتد إلى أقصى حدود الانبساط والامتداد. تلك متعة من متع الحياة تتفتح معها النفس لصنوف المؤثرات وشتى ألوان الأحاسيس.

ويعترض البعض الآخر على هذا الرأي بأن الخير كل الخير للمجتمع وللجنسين معاً في ألا تضعف هذه الخصائص النفسية الخاصة - إذ أن في ذلك ما يفقدها، ولو إلى حد ما، شيئاً من حيويتها وفاعليتها - وأن يحتفظ كل منهما أيضاً بمراتب تفكيره لا يتعداها إلى مراتب غيره، فبقدر ما يكون الرجل تام الرجولة والمرأة كاملة تكون الجماعة الإنسانية غنية بالوسائل الفعالة التي من شأنها أن تؤثر في المجتمع وتدنيه من غايته المثلى، فالواجب على المربين أن يؤدبوا الفتى تأديباً يصبح معه، في المستقبل، رجلاً تام الرجولة، وأن يتعهدوا الفتاة تعهداً تمسي بعده كاملة الأنوثة، على ألاّ ينظر إلى المرأة نظرة ضيقة حقير تنال من كرامتها وتحط شأنها بل نظرة رفيعة تدفعها إلى الاستفادة من خصائصها الخاصة

ويعتقد المربي الكبير أن خصائص ومزايا الجنسين هي غريزية بمعنى أنه لا ينالها تغيير ولا يمسها تطور - في جوهرها على الأقل - وهي تخضع لنظام يختلف في كل منهما عن الآخر اختلافاً كلياً؛ ويضرب لذلك مثلاً أن الفتاة تفهم من كلمات الوطنية والشرف والعائلة والشجاعة غير ما يفهمه الفتى منها، فلكل من هذه الكلمات جرّس خاص عند كل منهما، هذا إلى أن الفتى قد لا يتأثر بخصائص ومزايا الجنس النسوي - إن قدر له أن يتأثر - دون أن يزاوج بينها وبين ما بنفسه من مزايا وخصائص

وهناك عيب لمسه الأستاذ بنفسه اختبار طويل. . . هذا العيب يتعلق بالمربي الذي يؤثر

<<  <  ج:
ص:  >  >>