لقد غزانا المؤلفون المصريون بمؤلفاتهم، وأثبتوها إثباتاً في بلادنا، فتقبلناها شاكرين، وعُجْنا على مطالعتها متهافتين. وذلك لأنها وافرة، لأنها غزيرة، ولأن في هذه الغزارة قيمة عالية.
ولم نستطع غزو مصر - حتى ولا غزو أنفسنا (إذا أردنا المبالغة) - بمؤلفاتنا، ولم يتقبلها المصريون لأنها نادرة، لأنها قليلة جداً، ولأن في هذه القلة قيمة ضئيلة
كلا! ليست (الدعاوة) التي قصرنا فيها هي السبب في قلة التفاتهم إلينا، وليست (الدعاوة) التي أوفوها حقها هي السبب في تهافتنا على أدبهم!
لا يمضى الشهر المصري دون أن نسمع أن كتابين أو ثلاثة قد صدرت، وتمضي السنة السورية واللبنانية - بل السنون - دون أن نسمع أن كتاباً واحداً قد صدر!
إنها كلمة صريحة آمل أن تُثبت فيقرءوها أدباؤنا. . . علَّ الجد يستحثهم، ويحققون ما يدعون بأن نهضة كبرى تترعرع في بلادنا.